مشكلتي الوحيدة مع ربنا هي "فرق التوقيت"..
الانتظار قدامه من غير يفهمني أنا مستني لحد امتى؟ وليه هو مش بينجز؟

ساعات بحسّه قاصد يسكت.. يتقل في الرد أو التعويض.. مثلاً اول ما يلاقيني مكسور أو تعبان يديني "وعد" رهيب كدة من حلاوته ابقى عايز أعمل فرح..
ويعدي الوقت.. وأهدا.. ومايتحققش الوعد، وأرجع أصرخ.. ويرجع هو يفكّرني بالوعد القديم..

طب ايه يارب؟
أنا استويت..
مش هاتحن شوية؟
طيب ليه وعدت من الأول طالماً مش هاتحقق الوعد؟
ولو فرضنا انك هاتحققه.. هايبقى امتى؟
وليه كل التأخير ده؟
وهايضر في ايه لو عملتهولي دلوقتي؟

فاكر مرة صليت بالموضوع ده وفتحت التكوين، لقيته بيحكي عن ابراهيم اللي وعده اتأخر أكتر من ٢٠ سنة مش فاهم ليه.. وبعدها بكام اصحاح جه يوسف اللي اتسجن ١٣ سنة بدون سبب.. وبعده موسى اللي اترمى في البرية ٤٠ سنة وهو في عز شبابه.. ومن غيظي قولتله يعني يارب مش فاهم ايه لازمته تضييع الوقت ده.. ما كنت انجزت ابراهيم وجبتله اسحق بدل الوقت اللي عمال يجري ده، او كنت تخرّج يوسف من السجن بدل البهدلة اللي مايستاهلهاش دي، أو موسى.. أو حتى أنا.. طب دول انبياء وكبار وكدة.. أنا ماستحملش اللي هما بيعدّوا فيه.. مستحملش الوقت يعدي من غير أنت بتعمل ايه ومستني كل ده ليه..

ولقيته بيقولي وقتها الكلمة دي بس " ثِق فيا.. ".

بس كدة؟
مش هاتفهّمني طيب؟
مش هاتشرحلي ابعاد خطتك وتفاصيل مشيئتك؟
مش هاتوريني اعماق حكمتك في التأخير ومدى تأثيره على حياتي وعلى اللي حواليا؟

وسكت لحظة ولقيتني بقول لنفسي.. ماهو حتى لو حاول يشرحلي كل ده مش هاقدر استوعب.. دماغي مش هاتجيب كل التفاصيل والتعقيدات دي كلها..
طيب واعمل ايه؟ هاعمل حاجة واحدة بس.. زي ما قالي بالظبط.. هاثق فيه.. بس.

وطلعت بعد القعدة دي بكام استنتاج صغير، بفكر نفسي بيهم دايماً لما اضعف أو اشُك..

⁃ مواعيد الله غير مواعيدي خالص.
⁃ الله فاهم بيعمل ايه كويس.
⁃ طالما وعَد، هاينفذ.
⁃ سكوته، جزء من خطته.
⁃ هافهم.. على قد ماهو يكشفلي، مش على قد منا أعوز.
⁃ الله صالح، حتى لو أنا مش فاهم.
واثق فيك