يقول القديس كيرلس الأورشليمي: "أحرص نفسك أيها الإنسان الذي لديك علمات ضد المسيح، أنظر إلى علامات نهاية الأزمنة وتذكرها وقل لنفسك وأشرك معك الأخرين أيضاً: هل هذا هو الزمان؟"
ويقول القديس باسيليوس: "هبنا أن نعبر ليل كل الحياة الحاضرة بقلب صاح، وفكر يقظ، متوقعين دائماً المجئ، وظهور ربنا يسوع المسيح يكون دياناً للعالمين".
ويقول مار إفرايم السرياني: "لا تكفوا عن أن تستفسروا متي يأتي العريس، بل إسالوا وتأكدوا من علامات المجئ، لأن الديان لن يتباطئ. لا تكفوا أن تسألوا لتعرفوا كيف تسلكوا في نهاية الأزمنة".
نحن نسأل عن تلك العلامات، لأنه من تلك العلامات أن القلة القليلة هي التي تحتفظ بالإيمان، أن القلة القليلة هي التي تستطيع أن ترفع الرؤوس وتقول لرب المجد: نحن الذين حافظنا على الإيمان المستقيم.
الذين ينحرفون عن الإيمان لن يعرفوه ولن يعرفهم، لأن مسيحهم غير هذا المسيح الذي سيأتي، لأن إلههم هو فكرهم الهرطوقي، هو جاء ليخلص حقيقة، الصليب هو علامة الخلاص، وهدف التجسد هو أن نعبر بموته وبقيامته من هاوية الموت والخطية إلى الأبدية "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد" (يو 16:3)
تخيلوا أن هناك أفكار تُطرح أن الصليب ليس عدل، ولا هو إيفاء ودين للعدل الإلهي، ولكنه حب، يفرغون الخلاص والذبيحة والعدل الإلهي لكي يخدعوا الناس بأن الصليب فقط أداة حب، وبالتالي يكون الإيمان بالمسيح الذبيحة الحقيقية، التي قُدمت لأجلنا أمام الآب ليس لها وجود "مستحقة الكلمة كل قبول أن المسيح جاء ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1تي 15:1)
يقول البابا أثناسيوس في كتاب تجسد الكلمة: "أن المسيح ظهر لنا لأجل خلاصنا"
ويقول بولس الرسول: "الله أرسل إبنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان خطية الجسد" (رو 3:8)
هو جاء لكي نخلص من الخطية، لأجل حب وعدل وتدبير ولأجل إنسانية صنعها ولم يرد أن تموت، جاء المسيح ليخلصنا. ولكن الشيطان يريد أن يفرغ الإيمان كاملاً، فيأتي آريوس يعيد مرة أخري أفكار فلسفية وبعض الأفكار الوثنية ويحاول أن يدخلها إلي الكنيسة، ولكن الكنيسة كانت وقتها يقظة جداً، بها أثناسيوس وكم آباء عظماء جداً، عاصروا عصر الأستشهاد وقت دقلديانوس وفالريان، فكانوا ثابتين في الإيمان، وبالرغم من أن الآريوسية أنتشرت، لأنه كان هناك مدارس فلسفية في أنطاكية وآسيا الصغري، قد تأسست علي يد أوريجانوس، الذي مزج بين الفلسفة الأفلاطونية والهيلينية، وبين فلسفة الأفلاطونية الحديثة وفلسفة فيلون، الذي كان أحد أساتذة المدرسة الفلسفية الوثنية في الأسكندرية، كل هذا تعلمه أوريجانوس، وأراد أن يكون فلسوفاً ولكن مسيحياً، فخلط بين الأفكار الوثنية والمسيحية، وقد طردته الكنيسة لأن أفكاره غير مسيحية.
قال عنه القديس كيرلس الكبير: "أن أوريجانوس أفكاره وثنية"
فذهب إلى أنطاكية وآسيا الصغرى وأسس مدرسة، وتلمذ على يديه مجموعة كبيرة أشهرها مجموعة لوقيانوس، والتي منها كان آريوس، ويوسابيوس النيقوميدي، ويوسابيوس القيصري.
وهذا ما يفعله الشيطان يلقي ناراً مشتعلة بأفكار وثنية، كل إهتمام الشيطان أن يعيد فكر الوثن وعبادة الشيطان وآلهة أخري، ويدخلها إلى الكنيسة، وهذا ما يريده لأن عمل الكنيسة هو الخلاص، فكل أهتمامه أن يفسد الكنيسة.
أفكار آريوس:
أن المسيح هو إله، ولكنه لوغوس ضمن أحد الآلهة المخلوقة، فيوجد إله كبير له قوة إلهية تخلق لوغوسات (وسيط) من ضمنها المسيح.
أفكار يوسابيوس النيقوميدي:
أننا جميعاً يمكننا أن نصل إلى مستوي المسيح نفسه، وكما حل اللوغوس في المسيح وجعله إله، يحل فينا نحن أيضاً ونكون آلهة.
ستظل هذة الفكرة تتضخم، لنجدها في عصرنا الحالي صارت داخل كنائسنا من يُعلم أننا صرنا آلهة، أننا نتأله.
حينما نادي يوسابيوس النيقوميدي بهذا التعليم، وعقد مجمع من أساقفة أنطاكية وأقروا الأتي: (كما تأله المسيح بأن صار فيه حلول اللوغوس، نحن أيضاً نصير فينا اللوغوس ونتأله)
فرد عليه البابا أثناسيوس وقال عنهم: "أنهم وقحون وجسورون فيما لا يرتعدون، إذ يتعالون بالأوهام التي تشتهي الملائكة التطلع إليها، متعدين الطبيعة والترتيب، أنهم يقدمون تمجيد بشفاههم، أنهم يخبرون أنهم متألهون، هل استحقوا حتى معاينة الإله ؟!!".
والبعض يقول إن في الكتاب المقدس: "أنا قلت إنكم آلهة وبني العلي تدعون" (مز 6:82) ولكنه قال أيضاً: "ولكن مثل الناس تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون" (مز 7:82)
ولكن تفسير آية "أنا قلت إنكم آلهة" فالسيد المسيح كان يكلم اليهود بكلمات المزمور "الرب قائم في مجمع الآلهة" (مز 1:82)
وهذة الفكرة كانت عند اليهود أن قضاة بني إسرائيل يتكلمون بكلام الله، وكما قال الله لموسى النبي في سفر الخروج: "أنا جعلتك إلهاً لفرعون" (خر 1:7) فهل معني هذا أن موسي النبي أرتفع إلى مستوي الإله؟
لا ولكن كونه يحمل كلمة الله، فصار هو يحمل كيان الكلمة نفسه، التأله هو الكلمة التي ينطق بها.
وبنفس الفكرة كانوا يقولون بأن قضاة إسرائيل كانوا ينطقون بكلام الله، فهم يحملون كلمة الله، وبذلك فهم يحملون أمام العالم صورة الإله بكلامه.
ولذلك يقول: "إن قال إلهه لأولئك الذين صارت لهم كلمة الله، الذي قدسه الله وأرسله إلى العالم أتقولون إنه يجدف لأنه يقول أنا إبن الله" (يو 35:10)
إذن فليست هناك مساواة، ولا يوجد في الآخرين كيان إلهي، ولكن "الذي قدسه الله وأرسله إل العالم تقولون إنه يجدف لأنه قال إنه إبن الله" (يو 36:10) هذا هو الكيان الإلهي فعلاً.
الفكرة في الأساس جاءت من أصول وثنية ومن أصول الديانة الهرمسية، والتي كانت منتشرة في الأسكندرية، ونادي بها شخص يدعي "يوليوس المصري" في القرن الثاني قبل الميلاد، نتيجة وجود البطالمة في مصر، صار هناك خليط بين أفكار أفلاطون وسقراط وأرسطو وبين الأفكار المصرية القديمة التي كانت تُعلم داخل المعابد، وكانت أفكارهم أن قوة الله تحل في كل شئ، وتتخذ لنفسها رموز معينة تكون هي بصمة الله وقوته في الكون، وأطلقوا عليها (النترو)، والقوة التي تدير الكون كله (ماعت)، فجاءت الهرمسية ونادت بأن قوة الله تحل في الكيانات المادية وتؤلهها، وتحل قوة الله الغير منظورة كطاقة كونية (ماعت) وتقود كل شئ، فخلطوا هذة الأفكار مع أفكار أفلاطون وسقراط وأرسطو، وعملوا ما يسمي بالديانة "الهرمسية"، وقد أطلقوا علي أنفسهم "الدين الباطني".
وفي القرن الثالث الميلادي ظهر من جماعة الهرمسية شخص يدعي "زوسيموس" وهو الذي نشر فكرة الدين الباطني وقال: "أنه يمكن ببعض الطقوس المعينة رؤية الإله والاتحاد به"
وتنادي الهرمسية بأن الإله يحل من خلال تفاعلات مادية، فالمادة بها قوة إلهية، فالكيمياء هي قوة الله الكائنة في المادة، وأن النجوم بها قوة إلهية، ونادوا بالتقمص والأستجساد، وقالوا بأن الإنسان يعيش أكثر من حياة حتى يتطهر.
وهناك كتاب أصدره دير أبو مقار يحتوي الاتي: "نحن نتأله باشتراكنا ليس في مجرد جسد إنسان، بل بتناولنا من جسد الكلمة نفسه، فاتحادنا بالمسيح يجعلنا مؤلهين".
وقد أنتشرت الهرمسية بصورة كبيرة في القرن الثامن في بغداد نتيجة لما يسمي بيت الحكمة الذي أنشأه المأمون، فقد قاموا بنشر وترجمة كل فكر فلسفي بما فيها الهرمسية، وصار هناك بعض الفلاسفة العرب يخلطون بين المسيحية والإسلام والهرمسية وديانات شرق آسيا، وخرجت منهم جماعة أطلقوا على أنفسهم المتصوفين.
ثم قام الغرب بترجمة هذه الفلسفات في القرن الـ 12 وأنتشرت الهرمسية وأفكار الغنوسية والأفلاطونية المحدثة حتى القرن الـ 16، ونُشر كتاب "كباليون" عام 1908 ويتكلم عن تعاليم هرمس يقول فيه: "حقيقة الوجود هي التحول الذهني والأستنارة الداخلية التي بها يتحول الإنسان من كيان إنساني إلى إله".
وقد خرجت منهم جماعة هذه الأيام تطلق على نفسها الفكر الجديد وهي منتشرة في الغرب وخاصة أمريكا يقولوا: "أن الإنسان عن طريق التحول الذهني والكيمياء الذهنية التي تمارس من خلال طقوس معينة ـ مثل اليوجا واستحضار القوة الكونية التي يدخل فيها الشيطان ـ يستطيع أن يتغير الإنسان بأساليب ذهن وطرق نفسية ويرتفع إلى مستوي القوة الكونية الإلهية حتى يستطيع أن يصير إله".
وهناك كتاب (سر الخليقة) لشخص يدعي "بلينوس" ـ وهو فيلسوف مصري سكندري ـ في القرن الثالث يقول: "أن الأعلى من الأسفل، والأسفل من الأعلي، عمل العجائب من واحد، والأشياء كلها واحدة، هو واجد الشمس والقمر، هو أبو الطلسمات"
أي أن الكون كله وحدة واحدة، الله والبشر والحيوانات، والتراب، وحدة، واحدة.
أبو الطلسمات: الطلاسم، من فترة ظهر ما يسمي الأنياجرام، عبارة عن طلاسم، عملها فيثاغورث، والذي كان عالم ثيؤصوفية ويستحضر قوة شيطانية.
وفي كتاب أخر يسمي (اللوحة الزمردية) وهو كتاب من الدينة الهرمسية، تُرجم عام 1920، وأنتشر هذه الأيام يقول: "المسيحية تقول كما في السماء كذلك على الأرض، وهذا يعني أن السماء والأرض وحدة واحدة يتألهان".
هناك كتاب اسمه (سر الخليقة وصنعة الطبيعة) في القرن السادس، ترجمه إلى اليونانية هوغو فان سانتالا في القرن الـ 12.
وكتاب آخر اسمه (سر الأسرار) في القرن الـ 13.
هذة الكتب تتكلم عن طاقة الكون الكبري التي يمكنها تصنع معجزات، ويستطيع الإنسان أن يتحكم كإله في كل شيء.
في القرن الـ 13 ظهر شخص يدعي (إغريغوريوس بالاماس) وكان والده عضو مجلس الشيوخ في الأمبراطورية البيزنطية، أثناء غزو الأتراك للقسطنطنية، وتقرب هو ووالده إلى الإمبراطور البيزنطي (أندرونيكوس الثاني) وجعله يدرس العديد من الفلسفات، وحينما صار عمره 20 عاماً ترهب، وذهب إلي جبل آثوس مع أخوه، وتتلمذ على يد جماعة من شرق آسيا أسمهم (الهدوءين) كان تتبع اليوجا والتأمل ومراقبة الأنفاس، وهذة الجماعات تستخدم كل طقوس الهندوسية والبوذية وديانات شرق آسيا، وأدخلتها إلى المسيحية في جبل آثوس.
ثم رسم أسقفاً عام 1347م، وهذا الرجل نشر فكرة تأليه الإنسان في الكنيسة البيزنطية، وفكرة الطاقة الإلهية الروحية التي تدخل في الإنسان، وتجعله متوحد مع الكون والطبيعة، يقول: "نستطيع أن نشترك في الطبيعة الإلهية، وأن الملائكة وإن كانوا بلا أجساد، ولكن فيهم نفس الطاقة الإلهية"
ويقول: "يجب أن نعود إلى ديانات شرق آسيا، فنتوحد مع الطاقة الكونية في كل العالم".
في كتاب السر لشخص يدعي "جوزيف ميرفي" من جماعة الفكر الجديد ـ منتشر هذه الأيام ـ له كنيسة في أمريكا، يمزج بين الطقوس الوثنية في شرق آسيا والديانة المسيحية، ويطلق عليه الخيط الذهبي للحقيقة، ويقول: "أننا نستخدم الغنوسية الباطنية، فأننا نستطيع أن نعيد تركيب الفلسفات القديمة، والأفلاطونية المحدثة وفكر بوذا مع تركيب مسيحي. وأن الفكر الجديد يمتد إلى الكنيسة الأولي".
هذا الفكر الغنوسي ظهر في الكنيسة الأولي، ولكن الكنيسة حرمته، وأن الغنوسية حركة فلسفية لا يمكن أن نقبلها في الكنيسة.
وهذة الأيام ظهرت جماعة ما يسمي بـ (اللاهوت الليبرالي) الذي ينادي بأننا سنأخذ المسيحية دون طقوس أو عقائد، محبة فقط، وهذا ما نسمعه هذة الأيام من جماعة المستنيرين، أننا سنتعامل مع المسيح بحب بدون عقيدة أو لاهوت، ولا أرتباط بأي فكر.
وهذه الجماعات (الفكر الجديد، والمستنيرين الجدد، والماسونية) تنشر فكرة مهمة يطلق عليها "الطاقة الكونية" يقولون: "أن الإله طاقة لا نهائية في الكون، بينما أنت تتنفس، تتنفس الله، ويعيد تنشيط كيانك الداخلي".
"أن الحلول الإلهي يكون في الشجرة، فالشجرة جزء من الله، وحينما نرسل للشجرة حبنا، تعيد إرسال حبها إلينا منبعث من نفس الشجرة".
"يدخل كياننا القوة الإلهية ليعطينا معرفة وقوة نستطيع أن نهزم بها أي ضعف"
"أن الله مثل الكهرباء، ونحن نؤمن أن كل فرد منا جزء من الله، وأن البشر أجزاء من الله، فأنا أشعر بالتمساح، والسمك، والثعابين، والثعلب أنهم واحد معي، اشعر بهم لأنهم هم يحملون نفس القوة الكونية التي أحملها أنا"
"التعبير الإلهي أن الطبيعة هي جسد ودم البشر في روح إلهي"
وهذه الحركة تؤمن أن: "المسيح مجرد إنسان، أدرك طبيعتة الإلهية مثل كل البشر ـ أي أننا كلنا آلهة ـ وهذا متاح لكل البشر، فالمسيح شخص ليس إستثنائي، ولكنه مثال لنا، حقق فيه الوعي بطبيعته الإلهية"
وأطلقوا على هذا التصوف السري
(وكل تعاليم يسوع هي لكل تزيد الوعي الذي فيك)
ويستخدموا كل الآيات التي قالها السيد المسيح أنها فقد لتزيد الوعي الإنساني.
"وأن المعالج النفسي هو الذي يعلم بأن الإنسان عنده إمكانيات لا متناهية، وأن له وحدة مع الكون ومع الله"
وروجت هذه الجماعة تعليم "وعي المسيح" يقولوا: "نستطيع أن نصل إلى الحالة الفائقة للوعي والأستنارة حينما نمارس الألوهية، حين نصل إلى وعي المسيح نفسه، فلا يكون هناك فرق بين طبيعة المسيح وطبيعتك الشخصية"
"كل حكمة وفكر العصور القديمة كانت في أعماق العقل البشري (بوذاـ إسلام ـ يهوديةـ هندوسيةـ وثن) وهناك قوة سحرية في داخلك قادرة أن تغير حياتك، تنقلك من الفشل في طرفة عين، تحررك وتعلمك تلك الطاقة التي في داخلك أنها أنت وهي ملكوت الله غير المحدود"
"أن القوة الإلهية والعقل الإلهي يتدفق إلى عقولنا ويتم الخلق من خلال عقولنا"
"وأن ديانة يسوع كانت ديانة التصوف السري، والوعي الكامل بألوهيته والأتحاد بالطبيعة هي نفس ديانتنا، أننا نعي أننا آلهة ونتحد بالطبيعة".
في كتاب "السر" لحركة الفكر الجديد، وهي حركة ماسونية يقول: "الكون يجلب كل الأشياء الجيدة للإنسان، الكون يلبي كل إحتياجات الإنسان. الكون يستجيب لنا، كلنا جزء من مجال طاقة واحد لعقل أعلي"
وأخطر ما في أقوالهم يقولون: "أنت هو الله الظاهر في شكل الجسد الإنساني، أنت هو الله جسد مادي، أن روح الله في اللحم الأبدي هو ذاتك، أنت كيان كوني ذات قدرة مطلقة. أنت هو الخالق، أنت تفكر بعقل يُدرك طبيعة لا نهائية"
عبادة الأشخاص والحجر وثنية.
ونفس هذا الكلام موجود في الفلسفة الصينية "التاو" ويقولون: "أن الطبيعة هي جسد الله، والله يحل في كل تلك الكائنات"
(يوجد آلهة بمثل عدد البشر)
وهناك فسلفة ظهرت هذه الأيام أسمها (فلسفة السحر الباطني) يحعلوا الناس تقوم ببعض الطقوس، وتستحضر قوتك، وأمامك قطعة خشب يمكنك بقوة غريبة أن ينكسر، ويشعر بأنه يطير.
وهذه الفلسفة الباطنية هي نوع من أنواع ممارسات النشوة الدينية عن طريق طقوس دينية خلال حالات تغير الوعي ومنها يكتشف الإنسان الطاقة الكونية الداخلية بأنه إله.
وفي مجمع الفاتيكان الثاني في الكنيسة الكاثوليكية (1962م ـ 1965م) وكان موجة من جماعة اللاهوت الليبرالي أقروا الاتي: "جميع الشعوب يألفون جماعة واحدة، مختلفة الأديان، بما فيهم الهندوسية والبوذية، يعبدون الإله الواحد وموجهون نحو الله، يدخلون ضمن شعب الله منهم اليهود والوثنيون أيضاً"
واليوم تقام طقوس وثنية ويُحتفل بأعياد وثنية وينشروا فكر أن الكل مدعو ليكون ضمن الدين الواحد، ويقرووا أن هذا ما سيتم، حتى أن بابا روما أقر بأن الحيوانات ستدخل الملكوت أيضاً، وذلك لأنهم يؤمنوا بأن هناك قوة كونية في الطبيعة، وكل شئ مؤله، ولكن كل هذا وثن.
إلى هذا الحد نحن نعيش في نهاية الأيام التي فيها الإيمان ينحرف إلى مستوي الوثنية ويبقي علينا أن نتمسك بالإيمان المستقيم، لأنه قد يكون نحن الوحيدون حينما يأتي المسيح، فلأبد أن يكون لنا هذا الإيمان حتى ولو اضطهدنا من العالم كله.
يقول القديس كيرلس الأورشليمي: "أحرص نفسك أيها الإنسان الذي لديك علمات ضد المسيح، أنظر إلى علامات نهاية الأزمنة وتذكرها وقل لنفسك وأشرك معك الأخرين أيضاً: هل هذا هو الزمان؟" ويقول القديس باسيليوس: "هبنا أن نعبر ليل كل الحياة الحاضرة بقلب صاح، وفكر يقظ، متوقعين دائماً المجئ، وظهور ربنا يسوع المسيح يكون دياناً للعالمين". ويقول مار إفرايم السرياني: "لا تكفوا عن أن تستفسروا متي يأتي العريس، بل إسالوا وتأكدوا من علامات المجئ، لأن الديان لن يتباطئ. لا تكفوا أن تسألوا لتعرفوا كيف تسلكوا في نهاية الأزمنة". نحن نسأل عن تلك العلامات، لأنه من تلك العلامات أن القلة القليلة هي التي تحتفظ بالإيمان، أن القلة القليلة هي التي تستطيع أن ترفع الرؤوس وتقول لرب المجد: نحن الذين حافظنا على الإيمان المستقيم. الذين ينحرفون عن الإيمان لن يعرفوه ولن يعرفهم، لأن مسيحهم غير هذا المسيح الذي سيأتي، لأن إلههم هو فكرهم الهرطوقي، هو جاء ليخلص حقيقة، الصليب هو علامة الخلاص، وهدف التجسد هو أن نعبر بموته وبقيامته من هاوية الموت والخطية إلى الأبدية "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد" (يو 16:3) تخيلوا أن هناك أفكار تُطرح أن الصليب ليس عدل، ولا هو إيفاء ودين للعدل الإلهي، ولكنه حب، يفرغون الخلاص والذبيحة والعدل الإلهي لكي يخدعوا الناس بأن الصليب فقط أداة حب، وبالتالي يكون الإيمان بالمسيح الذبيحة الحقيقية، التي قُدمت لأجلنا أمام الآب ليس لها وجود "مستحقة الكلمة كل قبول أن المسيح جاء ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1تي 15:1) يقول البابا أثناسيوس في كتاب تجسد الكلمة: "أن المسيح ظهر لنا لأجل خلاصنا" ويقول بولس الرسول: "الله أرسل إبنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان خطية الجسد" (رو 3:8) هو جاء لكي نخلص من الخطية، لأجل حب وعدل وتدبير ولأجل إنسانية صنعها ولم يرد أن تموت، جاء المسيح ليخلصنا. ولكن الشيطان يريد أن يفرغ الإيمان كاملاً، فيأتي آريوس يعيد مرة أخري أفكار فلسفية وبعض الأفكار الوثنية ويحاول أن يدخلها إلي الكنيسة، ولكن الكنيسة كانت وقتها يقظة جداً، بها أثناسيوس وكم آباء عظماء جداً، عاصروا عصر الأستشهاد وقت دقلديانوس وفالريان، فكانوا ثابتين في الإيمان، وبالرغم من أن الآريوسية أنتشرت، لأنه كان هناك مدارس فلسفية في أنطاكية وآسيا الصغري، قد تأسست علي يد أوريجانوس، الذي مزج بين الفلسفة الأفلاطونية والهيلينية، وبين فلسفة الأفلاطونية الحديثة وفلسفة فيلون، الذي كان أحد أساتذة المدرسة الفلسفية الوثنية في الأسكندرية، كل هذا تعلمه أوريجانوس، وأراد أن يكون فلسوفاً ولكن مسيحياً، فخلط بين الأفكار الوثنية والمسيحية، وقد طردته الكنيسة لأن أفكاره غير مسيحية. قال عنه القديس كيرلس الكبير: "أن أوريجانوس أفكاره وثنية" فذهب إلى أنطاكية وآسيا الصغرى وأسس مدرسة، وتلمذ على يديه مجموعة كبيرة أشهرها مجموعة لوقيانوس، والتي منها كان آريوس، ويوسابيوس النيقوميدي، ويوسابيوس القيصري. وهذا ما يفعله الشيطان يلقي ناراً مشتعلة بأفكار وثنية، كل إهتمام الشيطان أن يعيد فكر الوثن وعبادة الشيطان وآلهة أخري، ويدخلها إلى الكنيسة، وهذا ما يريده لأن عمل الكنيسة هو الخلاص، فكل أهتمامه أن يفسد الكنيسة. أفكار آريوس: أن المسيح هو إله، ولكنه لوغوس ضمن أحد الآلهة المخلوقة، فيوجد إله كبير له قوة إلهية تخلق لوغوسات (وسيط) من ضمنها المسيح. أفكار يوسابيوس النيقوميدي: أننا جميعاً يمكننا أن نصل إلى مستوي المسيح نفسه، وكما حل اللوغوس في المسيح وجعله إله، يحل فينا نحن أيضاً ونكون آلهة. ستظل هذة الفكرة تتضخم، لنجدها في عصرنا الحالي صارت داخل كنائسنا من يُعلم أننا صرنا آلهة، أننا نتأله. حينما نادي يوسابيوس النيقوميدي بهذا التعليم، وعقد مجمع من أساقفة أنطاكية وأقروا الأتي: (كما تأله المسيح بأن صار فيه حلول اللوغوس، نحن أيضاً نصير فينا اللوغوس ونتأله) فرد عليه البابا أثناسيوس وقال عنهم: "أنهم وقحون وجسورون فيما لا يرتعدون، إذ يتعالون بالأوهام التي تشتهي الملائكة التطلع إليها، متعدين الطبيعة والترتيب، أنهم يقدمون تمجيد بشفاههم، أنهم يخبرون أنهم متألهون، هل استحقوا حتى معاينة الإله ؟!!". والبعض يقول إن في الكتاب المقدس: "أنا قلت إنكم آلهة وبني العلي تدعون" (مز 6:82) ولكنه قال أيضاً: "ولكن مثل الناس تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون" (مز 7:82) ولكن تفسير آية "أنا قلت إنكم آلهة" فالسيد المسيح كان يكلم اليهود بكلمات المزمور "الرب قائم في مجمع الآلهة" (مز 1:82) وهذة الفكرة كانت عند اليهود أن قضاة بني إسرائيل يتكلمون بكلام الله، وكما قال الله لموسى النبي في سفر الخروج: "أنا جعلتك إلهاً لفرعون" (خر 1:7) فهل معني هذا أن موسي النبي أرتفع إلى مستوي الإله؟ لا ولكن كونه يحمل كلمة الله، فصار هو يحمل كيان الكلمة نفسه، التأله هو الكلمة التي ينطق بها. وبنفس الفكرة كانوا يقولون بأن قضاة إسرائيل كانوا ينطقون بكلام الله، فهم يحملون كلمة الله، وبذلك فهم يحملون أمام العالم صورة الإله بكلامه. ولذلك يقول: "إن قال إلهه لأولئك الذين صارت لهم كلمة الله، الذي قدسه الله وأرسله إلى العالم أتقولون إنه يجدف لأنه يقول أنا إبن الله" (يو 35:10) إذن فليست هناك مساواة، ولا يوجد في الآخرين كيان إلهي، ولكن "الذي قدسه الله وأرسله إل العالم تقولون إنه يجدف لأنه قال إنه إبن الله" (يو 36:10) هذا هو الكيان الإلهي فعلاً. الفكرة في الأساس جاءت من أصول وثنية ومن أصول الديانة الهرمسية، والتي كانت منتشرة في الأسكندرية، ونادي بها شخص يدعي "يوليوس المصري" في القرن الثاني قبل الميلاد، نتيجة وجود البطالمة في مصر، صار هناك خليط بين أفكار أفلاطون وسقراط وأرسطو وبين الأفكار المصرية القديمة التي كانت تُعلم داخل المعابد، وكانت أفكارهم أن قوة الله تحل في كل شئ، وتتخذ لنفسها رموز معينة تكون هي بصمة الله وقوته في الكون، وأطلقوا عليها (النترو)، والقوة التي تدير الكون كله (ماعت)، فجاءت الهرمسية ونادت بأن قوة الله تحل في الكيانات المادية وتؤلهها، وتحل قوة الله الغير منظورة كطاقة كونية (ماعت) وتقود كل شئ، فخلطوا هذة الأفكار مع أفكار أفلاطون وسقراط وأرسطو، وعملوا ما يسمي بالديانة "الهرمسية"، وقد أطلقوا علي أنفسهم "الدين الباطني". وفي القرن الثالث الميلادي ظهر من جماعة الهرمسية شخص يدعي "زوسيموس" وهو الذي نشر فكرة الدين الباطني وقال: "أنه يمكن ببعض الطقوس المعينة رؤية الإله والاتحاد به" وتنادي الهرمسية بأن الإله يحل من خلال تفاعلات مادية، فالمادة بها قوة إلهية، فالكيمياء هي قوة الله الكائنة في المادة، وأن النجوم بها قوة إلهية، ونادوا بالتقمص والأستجساد، وقالوا بأن الإنسان يعيش أكثر من حياة حتى يتطهر. وهناك كتاب أصدره دير أبو مقار يحتوي الاتي: "نحن نتأله باشتراكنا ليس في مجرد جسد إنسان، بل بتناولنا من جسد الكلمة نفسه، فاتحادنا بالمسيح يجعلنا مؤلهين". وقد أنتشرت الهرمسية بصورة كبيرة في القرن الثامن في بغداد نتيجة لما يسمي بيت الحكمة الذي أنشأه المأمون، فقد قاموا بنشر وترجمة كل فكر فلسفي بما فيها الهرمسية، وصار هناك بعض الفلاسفة العرب يخلطون بين المسيحية والإسلام والهرمسية وديانات شرق آسيا، وخرجت منهم جماعة أطلقوا على أنفسهم المتصوفين. ثم قام الغرب بترجمة هذه الفلسفات في القرن الـ 12 وأنتشرت الهرمسية وأفكار الغنوسية والأفلاطونية المحدثة حتى القرن الـ 16، ونُشر كتاب "كباليون" عام 1908 ويتكلم عن تعاليم هرمس يقول فيه: "حقيقة الوجود هي التحول الذهني والأستنارة الداخلية التي بها يتحول الإنسان من كيان إنساني إلى إله". وقد خرجت منهم جماعة هذه الأيام تطلق على نفسها الفكر الجديد وهي منتشرة في الغرب وخاصة أمريكا يقولوا: "أن الإنسان عن طريق التحول الذهني والكيمياء الذهنية التي تمارس من خلال طقوس معينة ـ مثل اليوجا واستحضار القوة الكونية التي يدخل فيها الشيطان ـ يستطيع أن يتغير الإنسان بأساليب ذهن وطرق نفسية ويرتفع إلى مستوي القوة الكونية الإلهية حتى يستطيع أن يصير إله". وهناك كتاب (سر الخليقة) لشخص يدعي "بلينوس" ـ وهو فيلسوف مصري سكندري ـ في القرن الثالث يقول: "أن الأعلى من الأسفل، والأسفل من الأعلي، عمل العجائب من واحد، والأشياء كلها واحدة، هو واجد الشمس والقمر، هو أبو الطلسمات" أي أن الكون كله وحدة واحدة، الله والبشر والحيوانات، والتراب، وحدة، واحدة. أبو الطلسمات: الطلاسم، من فترة ظهر ما يسمي الأنياجرام، عبارة عن طلاسم، عملها فيثاغورث، والذي كان عالم ثيؤصوفية ويستحضر قوة شيطانية. وفي كتاب أخر يسمي (اللوحة الزمردية) وهو كتاب من الدينة الهرمسية، تُرجم عام 1920، وأنتشر هذه الأيام يقول: "المسيحية تقول كما في السماء كذلك على الأرض، وهذا يعني أن السماء والأرض وحدة واحدة يتألهان". هناك كتاب اسمه (سر الخليقة وصنعة الطبيعة) في القرن السادس، ترجمه إلى اليونانية هوغو فان سانتالا في القرن الـ 12. وكتاب آخر اسمه (سر الأسرار) في القرن الـ 13. هذة الكتب تتكلم عن طاقة الكون الكبري التي يمكنها تصنع معجزات، ويستطيع الإنسان أن يتحكم كإله في كل شيء. في القرن الـ 13 ظهر شخص يدعي (إغريغوريوس بالاماس) وكان والده عضو مجلس الشيوخ في الأمبراطورية البيزنطية، أثناء غزو الأتراك للقسطنطنية، وتقرب هو ووالده إلى الإمبراطور البيزنطي (أندرونيكوس الثاني) وجعله يدرس العديد من الفلسفات، وحينما صار عمره 20 عاماً ترهب، وذهب إلي جبل آثوس مع أخوه، وتتلمذ على يد جماعة من شرق آسيا أسمهم (الهدوءين) كان تتبع اليوجا والتأمل ومراقبة الأنفاس، وهذة الجماعات تستخدم كل طقوس الهندوسية والبوذية وديانات شرق آسيا، وأدخلتها إلى المسيحية في جبل آثوس. ثم رسم أسقفاً عام 1347م، وهذا الرجل نشر فكرة تأليه الإنسان في الكنيسة البيزنطية، وفكرة الطاقة الإلهية الروحية التي تدخل في الإنسان، وتجعله متوحد مع الكون والطبيعة، يقول: "نستطيع أن نشترك في الطبيعة الإلهية، وأن الملائكة وإن كانوا بلا أجساد، ولكن فيهم نفس الطاقة الإلهية" ويقول: "يجب أن نعود إلى ديانات شرق آسيا، فنتوحد مع الطاقة الكونية في كل العالم". في كتاب السر لشخص يدعي "جوزيف ميرفي" من جماعة الفكر الجديد ـ منتشر هذه الأيام ـ له كنيسة في أمريكا، يمزج بين الطقوس الوثنية في شرق آسيا والديانة المسيحية، ويطلق عليه الخيط الذهبي للحقيقة، ويقول: "أننا نستخدم الغنوسية الباطنية، فأننا نستطيع أن نعيد تركيب الفلسفات القديمة، والأفلاطونية المحدثة وفكر بوذا مع تركيب مسيحي. وأن الفكر الجديد يمتد إلى الكنيسة الأولي". هذا الفكر الغنوسي ظهر في الكنيسة الأولي، ولكن الكنيسة حرمته، وأن الغنوسية حركة فلسفية لا يمكن أن نقبلها في الكنيسة. وهذة الأيام ظهرت جماعة ما يسمي بـ (اللاهوت الليبرالي) الذي ينادي بأننا سنأخذ المسيحية دون طقوس أو عقائد، محبة فقط، وهذا ما نسمعه هذة الأيام من جماعة المستنيرين، أننا سنتعامل مع المسيح بحب بدون عقيدة أو لاهوت، ولا أرتباط بأي فكر. وهذه الجماعات (الفكر الجديد، والمستنيرين الجدد، والماسونية) تنشر فكرة مهمة يطلق عليها "الطاقة الكونية" يقولون: "أن الإله طاقة لا نهائية في الكون، بينما أنت تتنفس، تتنفس الله، ويعيد تنشيط كيانك الداخلي". "أن الحلول الإلهي يكون في الشجرة، فالشجرة جزء من الله، وحينما نرسل للشجرة حبنا، تعيد إرسال حبها إلينا منبعث من نفس الشجرة". "يدخل كياننا القوة الإلهية ليعطينا معرفة وقوة نستطيع أن نهزم بها أي ضعف" "أن الله مثل الكهرباء، ونحن نؤمن أن كل فرد منا جزء من الله، وأن البشر أجزاء من الله، فأنا أشعر بالتمساح، والسمك، والثعابين، والثعلب أنهم واحد معي، اشعر بهم لأنهم هم يحملون نفس القوة الكونية التي أحملها أنا" "التعبير الإلهي أن الطبيعة هي جسد ودم البشر في روح إلهي" وهذه الحركة تؤمن أن: "المسيح مجرد إنسان، أدرك طبيعتة الإلهية مثل كل البشر ـ أي أننا كلنا آلهة ـ وهذا متاح لكل البشر، فالمسيح شخص ليس إستثنائي، ولكنه مثال لنا، حقق فيه الوعي بطبيعته الإلهية" وأطلقوا على هذا التصوف السري (وكل تعاليم يسوع هي لكل تزيد الوعي الذي فيك) ويستخدموا كل الآيات التي قالها السيد المسيح أنها فقد لتزيد الوعي الإنساني. "وأن المعالج النفسي هو الذي يعلم بأن الإنسان عنده إمكانيات لا متناهية، وأن له وحدة مع الكون ومع الله" وروجت هذه الجماعة تعليم "وعي المسيح" يقولوا: "نستطيع أن نصل إلى الحالة الفائقة للوعي والأستنارة حينما نمارس الألوهية، حين نصل إلى وعي المسيح نفسه، فلا يكون هناك فرق بين طبيعة المسيح وطبيعتك الشخصية" "كل حكمة وفكر العصور القديمة كانت في أعماق العقل البشري (بوذاـ إسلام ـ يهوديةـ هندوسيةـ وثن) وهناك قوة سحرية في داخلك قادرة أن تغير حياتك، تنقلك من الفشل في طرفة عين، تحررك وتعلمك تلك الطاقة التي في داخلك أنها أنت وهي ملكوت الله غير المحدود" "أن القوة الإلهية والعقل الإلهي يتدفق إلى عقولنا ويتم الخلق من خلال عقولنا" "وأن ديانة يسوع كانت ديانة التصوف السري، والوعي الكامل بألوهيته والأتحاد بالطبيعة هي نفس ديانتنا، أننا نعي أننا آلهة ونتحد بالطبيعة". في كتاب "السر" لحركة الفكر الجديد، وهي حركة ماسونية يقول: "الكون يجلب كل الأشياء الجيدة للإنسان، الكون يلبي كل إحتياجات الإنسان. الكون يستجيب لنا، كلنا جزء من مجال طاقة واحد لعقل أعلي" وأخطر ما في أقوالهم يقولون: "أنت هو الله الظاهر في شكل الجسد الإنساني، أنت هو الله جسد مادي، أن روح الله في اللحم الأبدي هو ذاتك، أنت كيان كوني ذات قدرة مطلقة. أنت هو الخالق، أنت تفكر بعقل يُدرك طبيعة لا نهائية" عبادة الأشخاص والحجر وثنية. ونفس هذا الكلام موجود في الفلسفة الصينية "التاو" ويقولون: "أن الطبيعة هي جسد الله، والله يحل في كل تلك الكائنات" (يوجد آلهة بمثل عدد البشر) وهناك فسلفة ظهرت هذه الأيام أسمها (فلسفة السحر الباطني) يحعلوا الناس تقوم ببعض الطقوس، وتستحضر قوتك، وأمامك قطعة خشب يمكنك بقوة غريبة أن ينكسر، ويشعر بأنه يطير. وهذه الفلسفة الباطنية هي نوع من أنواع ممارسات النشوة الدينية عن طريق طقوس دينية خلال حالات تغير الوعي ومنها يكتشف الإنسان الطاقة الكونية الداخلية بأنه إله. وفي مجمع الفاتيكان الثاني في الكنيسة الكاثوليكية (1962م ـ 1965م) وكان موجة من جماعة اللاهوت الليبرالي أقروا الاتي: "جميع الشعوب يألفون جماعة واحدة، مختلفة الأديان، بما فيهم الهندوسية والبوذية، يعبدون الإله الواحد وموجهون نحو الله، يدخلون ضمن شعب الله منهم اليهود والوثنيون أيضاً" واليوم تقام طقوس وثنية ويُحتفل بأعياد وثنية وينشروا فكر أن الكل مدعو ليكون ضمن الدين الواحد، ويقرووا أن هذا ما سيتم، حتى أن بابا روما أقر بأن الحيوانات ستدخل الملكوت أيضاً، وذلك لأنهم يؤمنوا بأن هناك قوة كونية في الطبيعة، وكل شئ مؤله، ولكن كل هذا وثن. إلى هذا الحد نحن نعيش في نهاية الأيام التي فيها الإيمان ينحرف إلى مستوي الوثنية ويبقي علينا أن نتمسك بالإيمان المستقيم، لأنه قد يكون نحن الوحيدون حينما يأتي المسيح، فلأبد أن يكون لنا هذا الإيمان حتى ولو اضطهدنا من العالم كله.
هرطقـــات نهاية الأيـــــــــــــام
اليوم وإن كنا ننظر للخلاص الذي صنعه ربنا يسوع المسيح، وأعده في آلاف السنين بعدما سقط الإنسان، ثم فتح الفردوس اليوم، وأصبحت الإنسانية تستطيع أن تدخل في شركة حقيقية مع الخلاص، وهُزم الشيطان وذُبح تحت أقدام المسيح، وصار الصليب هو أداة الانتصار في كل زمن، يأتي الشيطان في أزمنة الضعف ويقع على الكنيسة بهرطقات، ويظل الشيطان محاولاً أن يشوه الإيمان، ويحاول أن يدخل إلى الكنيسة عبر المهرطقين، ليفسد الخلاص الذي تممه المسيح، لأن الحقيقة تقول هكذا، إنه يوجد رجاء لكل خاطئ يتوب، بل يقول القديس بولس الرسول: "القادر أن يبرر الفاجر" (رو 5:4)، "وإن كنا بعد خطاة مات المسيح، البار لأجل الأثمة" (رو 8:5) يوجد رجاء لكل البشر في دم المسيح، وفي الخلاص بالصليب، الذي يدخل إلى شركة الخلاص ويؤمن، ويتحد بالمسيح، ويتغطي بدمه يخلص. اللص اليمين في أخر لحظة من لحظات حياته أستطاع أن يفوز بالملكوت بإيمان حقيقي، وبقوة الصليب، وقوة الخلاص.
أما المهرطق والذي ليس له إيمان بالمسيح الحقيقي لن يخلص.
وهذا ليس كلامي، ولكن كلام ماريوحنا: "الذي يؤمن بالإبن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالإبن ليست له حياة أبدية يمكث عليه غضب الله" (يو 36:3)
والإيمان بالإبن ليس إيمان بحسب المزاج أو الرؤية الشخصية، ولكن "نراه كما هو"(1يو 2:3) لذلك السيد المسيح حينما أرسل التلاميذ والرسل قال لهم: "أوصوهم أن يحفظوا جميع ما علمتكم به" (مت 20:28)
ويقول بولس الرسول عن الهراطقة: "لهم مسيح آخر وإنجيل آخر" (غل 7:1)
وهذا الذي جعل الشيطان يظن بأن له فرصة أخري في أن يسرق خراف المسيح بأن يشوه الإيمان، أرفعوا الصلبان كما تريدون، وأهتفوا وسبحوا، ولكن بأي مسيح؟! مسيح ليس واحد مع الآب في الجوهر كمسيح آريوس، أم مسيح إنسان تأله كمسيح نسطور، أم مسيح ليس فيه طبيعة إلهية مثل أوطاخي، أم مسيح ليست فيه نفس إنسانية مثل أبوليناريوس، أم مسيح لا يصنع تجديد الأسرار مثل البروتستانت... أي مسيح إذن؟!!
المسيح الذي يُخلص هو هو "إن لم تؤمنوا إني أنا هو تموتون في خطاياكم" (يو 24:8)، وكلما يقترب الزمن وكلما نفحص الأزمنة بكل دقة وننتظر مجيئه، وهكذا الشيطان يدرس كل الأمور، وحينما يري أن الزمن أقترب يكون هياجه أشر، ويكون عمله أخطر، ولكن أهم شئ يفعله إنه يحاول أن يدخل الكنيسة ليفسد الإيمان، وهذا من علامات النهاية كما قال السيد المسيح: "عله حينما يأتي يجد الإيمان على الأرض" (لو 8:18) ليس الإيمان بالمسيح كأسم، ولكن الإيمان بالمسيح الحقيقي، إذن يسبق المجئ مرحلة هرطقات كبيرة جداً، ولذلك يقول في سفر الرؤيا: "إبليس عدوكم نزل إليكم وبه غضب، عالماً أن له زماناً يسيراً" (رؤ 12:12)
هل كان يمكن لأحد أن يتخيل أن تعود الوثنية مرة أخري إلى العالم؟! بل أكثر هل كان أحد يتخيل أن تدخل المسيحية إلى الكنيسة؟!! وأن يكون هناك من يدعون أنفسهم أنهم كنائس ويتكلمون عن الوثنيين أن لهم إله يُعبد مثل المسيح!! أن تدخل الوثنية في صورة الديانة الموحدة ويضغط العالم كله بمؤسسة سياسية وجيوش أن يتغير إيمان العلم كله إلى هذا الدين الموحد!! ويُقبل ديانة الشيطان جنباً إلى جنب مع المسيح!!!
نحن في نهاية الأزمنة، فهذا هو الإيمان المشوه.
3
0 Comments 0 Shares