• عيد الصليب سنة 2025 هو فرصة نفتكر فيها إن الصليب مش مجرد خشبة لكنه علامة حب وغفران وانتصار. في وقت ممكن نحس فيه بالثقل أو بالضياع، الصليب بيفكرنا إن يسوع اختار يشارك ضعفنا ويمشي معانا الطريق الصعب لحد النهاية. العيد ده بيخلينا نرفع عينينا ونشوف الرجاء اللي بيتجدد حتى وسط الألم. الصليب مش دعوة للوجع لكنه باب للحياة الجديدة. عشان كده وإحنا بنحتفل بعيد الصليب، خلينا نفتكر إن في كل ضيقة في نور، وفي كل سقوط في قيامة، وإن محبة الله أقوى من أي موت أو يأس
    عيد الصليب سنة 2025 هو فرصة نفتكر فيها إن الصليب مش مجرد خشبة لكنه علامة حب وغفران وانتصار. في وقت ممكن نحس فيه بالثقل أو بالضياع، الصليب بيفكرنا إن يسوع اختار يشارك ضعفنا ويمشي معانا الطريق الصعب لحد النهاية. العيد ده بيخلينا نرفع عينينا ونشوف الرجاء اللي بيتجدد حتى وسط الألم. الصليب مش دعوة للوجع لكنه باب للحياة الجديدة. عشان كده وإحنا بنحتفل بعيد الصليب، خلينا نفتكر إن في كل ضيقة في نور، وفي كل سقوط في قيامة، وإن محبة الله أقوى من أي موت أو يأس
    3
    0 Commentaires 0 parts
  • فقره اسئله سريعه 👌🏻
    1/ملاك لقبه مفرح القلوب. من هو؟
    2/ابنة يايروس، كان عندها كام سنة لما أقامها المسيح؟
    3/ باب من ماء ومفتاحه من خشب؟
    4/قاضية فى العهد القديم، اسمها مثل اسم حشرة؟
    فقره اسئله سريعه 👌🏻 1/ملاك لقبه مفرح القلوب. من هو؟ 2/ابنة يايروس، كان عندها كام سنة لما أقامها المسيح؟ 3/ باب من ماء ومفتاحه من خشب؟ 4/قاضية فى العهد القديم، اسمها مثل اسم حشرة؟
    2
    1 Commentaires 0 parts
  • الجمعة العظيمة أو يوم الحب الحقيقي

    النهاردة مش يوم حزن وبس... ده يوم المحبة اتعلقت على الصليب.
    يسوع مات علشانك، علشاني، علشان كل حد تعبان من خطاياه.
    مد إيده على الخشبة وقالك: "أنا بحبك للآخر، ومش هسيبك."

    في اللحظة اللي الناس شافوا فيها الهزيمة... السما كانت بتعلن الانتصار

    "بجرحه شفينا... وهو اتعذّب علشان سلامنا"

    اقف شوية وبص للصليب، وافتكر
    فيه واحد مات علشان تعيش... اتسفك دمه علشان قلبك يرتاح.
    الجمعة العظيمة أو يوم الحب الحقيقي النهاردة مش يوم حزن وبس... ده يوم المحبة اتعلقت على الصليب. يسوع مات علشانك، علشاني، علشان كل حد تعبان من خطاياه. مد إيده على الخشبة وقالك: "أنا بحبك للآخر، ومش هسيبك." في اللحظة اللي الناس شافوا فيها الهزيمة... السما كانت بتعلن الانتصار "بجرحه شفينا... وهو اتعذّب علشان سلامنا" اقف شوية وبص للصليب، وافتكر فيه واحد مات علشان تعيش... اتسفك دمه علشان قلبك يرتاح.
    3
    0 Commentaires 0 parts
  • أحد المولود أعمي:--
    +آه يارب ويحي أنا الخاطئ فأنا مثل الفريسيين الذين تحاوروا مع هذا المريض والذين أقروا ووصفوا السيد المسيح بالخاطئ حين قالوا عنه:"نحن نعلم إن هذا الإنسان خاطئ" .
    +آه يارب كم قلت هذة العبارة عن كثيرين أبر مني وأغتصبت لنفسي حقا من حقوقك وأدنت الكثيرين ولم أتعلم حكمة هذا الشخص الأعمي منذ ولادته والتي بموجبها رد عليهم قائلا:"أخاطئ هو لست أعلم ".وأضاف :"إنما أعلم شيئا واحدا أني كنت أعمي".
    +نعم يارب مازالت الخشبة في عيني واريد أن أخرج القذي من عيون الآخرين ..
    +توبني يارب فأتوب
    أحد المولود أعمي:-- +آه يارب ويحي أنا الخاطئ فأنا مثل الفريسيين الذين تحاوروا مع هذا المريض والذين أقروا ووصفوا السيد المسيح بالخاطئ حين قالوا عنه:"نحن نعلم إن هذا الإنسان خاطئ" . +آه يارب كم قلت هذة العبارة عن كثيرين أبر مني وأغتصبت لنفسي حقا من حقوقك وأدنت الكثيرين ولم أتعلم حكمة هذا الشخص الأعمي منذ ولادته والتي بموجبها رد عليهم قائلا:"أخاطئ هو لست أعلم ".وأضاف :"إنما أعلم شيئا واحدا أني كنت أعمي". +نعم يارب مازالت الخشبة في عيني واريد أن أخرج القذي من عيون الآخرين .. +توبني يارب فأتوب
    1
    0 Commentaires 0 parts
  • سنكسار 1741 برمهات 10
    1 – تذكار ظهور الصليب المجيد.
    اليوم العاشر من شهر برمهات المبارك
    1- تُعيِّد الكنيسة اليوم بتذكار ظهور الصليب المجيد وذلك لما أرادت الملكة البارة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير أن تعثر على الصليب المجيد، مضت إلى أورشليم، وتقصَّت عن مكان الصليب، فعرَّفها به شيخ من اليهود اسمه يهوذا. فأمرت الجنود في الحال بتنظيف الجلجثة حتى ظهرت ثلاثة صلبان، ولما أرادوا أن يتعرَّفوا على صليب المخلص وبترتيب إلهي مرت جنازة ميت ووضعوا عليه الصليب الأول والثاني فلم يقم، ثم وضعوا عليه الصليب الثالث فقام لوقته، فسجدت الملكة وكل الحاضرين للصليب المجيد، وأرسلت جزءاً منه والمسامير إلى ابنها الإمبراطور، وأمرت ببناء كنيسة القيامة وكرّسها الآباء البطاركة، ووضعت فيها الصليب المجيد.
    وظلت خشبة الصليب المقدس موجودة في كنيسة القيامة بأورشليم إلى أن غزا الفرس الأراضي المقدسة، واستولى خسرو الثاني ملك الفرس سنة 614م على التابوت الفضي الذي يحوى الصليب المقدس، وكان يسطع منه ضوء ساطع، فمد يده ليمسك خشبة الصليب فخرجت منها نار وأحرقت أصابعه. فأعلمه المسيحيون أن هذا هو الصليب المقدس ولا يستطيع أن يمسه إلا المسيحي فأحضر شماسين وأجزل لهما العطاء ليحملا الصليب ويذهبا به معه إلى بلاده.
    وهناك في حديقة قصره أمر الشماسين فحفرا حفرة ودفنا التابوت فيها، ثم قتلهما. واتفق أن صبية من بنات الكهنة كان قد سباها ووضعها في منزله فتطلعت في تلك اللحظة من نافذة وأبصرت ما حدث.
    بعد ذلك قام هرقل الإمبراطور وتوجه بجيشه إلى بلاد الفرس سنة 629م في زمن بطريركية البابا بنيامين الأول ( 38 )، وحاربهم وقتل منهم عدداً كبيراً، ثم طاف أكثر البلاد يبحث عن خشبة الصليب المجيد فلم يجدها. وانتهزت الصبية الفرصة، وأعلمت الملك هرقل بما رأته، فأسرع بجنوده ومعهم الأساقفة والكهنة، وبإرشاد الصبية وجد الصليب المجيد ففرح جداً وأعاده إلى أورشليم.
    بركة الصليب المجيد فلتكن معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
    سنكسار 1741 برمهات 10 1 – تذكار ظهور الصليب المجيد. اليوم العاشر من شهر برمهات المبارك 1- تُعيِّد الكنيسة اليوم بتذكار ظهور الصليب المجيد وذلك لما أرادت الملكة البارة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير أن تعثر على الصليب المجيد، مضت إلى أورشليم، وتقصَّت عن مكان الصليب، فعرَّفها به شيخ من اليهود اسمه يهوذا. فأمرت الجنود في الحال بتنظيف الجلجثة حتى ظهرت ثلاثة صلبان، ولما أرادوا أن يتعرَّفوا على صليب المخلص وبترتيب إلهي مرت جنازة ميت ووضعوا عليه الصليب الأول والثاني فلم يقم، ثم وضعوا عليه الصليب الثالث فقام لوقته، فسجدت الملكة وكل الحاضرين للصليب المجيد، وأرسلت جزءاً منه والمسامير إلى ابنها الإمبراطور، وأمرت ببناء كنيسة القيامة وكرّسها الآباء البطاركة، ووضعت فيها الصليب المجيد. وظلت خشبة الصليب المقدس موجودة في كنيسة القيامة بأورشليم إلى أن غزا الفرس الأراضي المقدسة، واستولى خسرو الثاني ملك الفرس سنة 614م على التابوت الفضي الذي يحوى الصليب المقدس، وكان يسطع منه ضوء ساطع، فمد يده ليمسك خشبة الصليب فخرجت منها نار وأحرقت أصابعه. فأعلمه المسيحيون أن هذا هو الصليب المقدس ولا يستطيع أن يمسه إلا المسيحي فأحضر شماسين وأجزل لهما العطاء ليحملا الصليب ويذهبا به معه إلى بلاده. وهناك في حديقة قصره أمر الشماسين فحفرا حفرة ودفنا التابوت فيها، ثم قتلهما. واتفق أن صبية من بنات الكهنة كان قد سباها ووضعها في منزله فتطلعت في تلك اللحظة من نافذة وأبصرت ما حدث. بعد ذلك قام هرقل الإمبراطور وتوجه بجيشه إلى بلاد الفرس سنة 629م في زمن بطريركية البابا بنيامين الأول ( 38 )، وحاربهم وقتل منهم عدداً كبيراً، ثم طاف أكثر البلاد يبحث عن خشبة الصليب المجيد فلم يجدها. وانتهزت الصبية الفرصة، وأعلمت الملك هرقل بما رأته، فأسرع بجنوده ومعهم الأساقفة والكهنة، وبإرشاد الصبية وجد الصليب المجيد ففرح جداً وأعاده إلى أورشليم. بركة الصليب المجيد فلتكن معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
    1
    0 Commentaires 0 parts
  • 🌹يااااا بختك يااااا مسيحى
    🙏عندك أب .. و هو الرب يسوع
    🌹عندك أم .. وهي مااماا العذراا
    🌹عندك إخواان و أخواات .. وهم القديسين و القديساات
    🌹عندك صااحب بيراافقك .. وهو الروح القدس
    🌹عندك حارس خاص .. وهو الملاك الحارس
    🌹عندك سلااح مش عند أى حد .. وهو الصليب
    🙏عندك كتاب فيه كل الاجابات و يبقى معااك فى أى وقت مهماا كاانت حالتك .. وهو الإنجيل
    و أخيرااااا
    💒عندك بيت داافي و صادق بيستقبلك فى أى وقت .. وهو كنيستك
    🙏عليك بقى إنك تشكر ربنا من كل قلبك لأنه هو إختاارك .. مش انت اللي إخترته .. و هو كمان ضحى بنفسه على خشبة الصليب علشانك
    🙏إنت يلاااااااا أشكره من قلبك
    🌹اهتم بمخدع الصلاة💒
    🌹يااااا بختك يااااا مسيحى 🙏عندك أب .. و هو الرب يسوع 🌹عندك أم .. وهي مااماا العذراا 🌹عندك إخواان و أخواات .. وهم القديسين و القديساات 🌹عندك صااحب بيراافقك .. وهو الروح القدس 🌹عندك حارس خاص .. وهو الملاك الحارس 🌹عندك سلااح مش عند أى حد .. وهو الصليب 🙏عندك كتاب فيه كل الاجابات و يبقى معااك فى أى وقت مهماا كاانت حالتك .. وهو الإنجيل و أخيرااااا 💒عندك بيت داافي و صادق بيستقبلك فى أى وقت .. وهو كنيستك 🙏عليك بقى إنك تشكر ربنا من كل قلبك لأنه هو إختاارك .. مش انت اللي إخترته .. و هو كمان ضحى بنفسه على خشبة الصليب علشانك 🙏إنت يلاااااااا أشكره من قلبك 🌹اهتم بمخدع الصلاة💒
    8
    1 Commentaires 3 parts
  • أضف لمسة من الأناقة إلى منزلك أو مطعمك مع طاولات وكراسي سفرة فاخرة."
    (جودة فى التصميم وسرعة فى التسليم) تم التسليم فى محافظة الغربية مدينة طنطا
    ☎️ اتصلو بينا وحقق رؤيتك مع مارتن هوم
    م/ميخائيل ٠١٢٢٠٤٢٧٠٤٢ #أثاث #نجارة #أثاث_خشبى #منزل #تصميم #ديكور #فيلا #خشب #سفرة #نيش #فن #شقة #عريس #عروسة #مرتبط #تشطيب #مقاولات #مارتن_هوم #فرش_منزل #عروض_خاصة #تصميم_داخلي #فرش_بيت #خصم #خصومات #عروض #مرتبط #مدينتى #التجمع_الخامس #الرحاب #الشروق
    أضف لمسة من الأناقة إلى منزلك أو مطعمك مع طاولات وكراسي سفرة فاخرة." (جودة فى التصميم وسرعة فى التسليم) تم التسليم فى محافظة الغربية مدينة طنطا ☎️ اتصلو بينا وحقق رؤيتك مع مارتن هوم م/ميخائيل ٠١٢٢٠٤٢٧٠٤٢ #أثاث #نجارة #أثاث_خشبى #منزل #تصميم #ديكور #فيلا #خشب #سفرة #نيش #فن #شقة #عريس #عروسة #مرتبط #تشطيب #مقاولات #مارتن_هوم #فرش_منزل #عروض_خاصة #تصميم_داخلي #فرش_بيت #خصم #خصومات #عروض #مرتبط #مدينتى #التجمع_الخامس #الرحاب #الشروق
    2
    0 Commentaires 0 parts
  • المسيح هو الصخرة
    +++++++++
    يدّعي البعض أن بطرس الرسول هو الصخرة التي بنيت عليها الكنيسة. وهذه مسألة خطيرة تتعارض مع أقوال الكتب المقدسة، لأن الرب أكد في مواضع كثيرة من الكتاب المقدس أنه هو الصخرة وأنه لا توجد صخرة غيره. لذلك قيل "الصخرة كانت المسيح" (1كو10: 4).

    أما عن قول السيد المسيح لبطرس: "على هذه الصخرة أبني كنيستي" (مت16: 18)، فالمقصود به هو صخرة الإيمان بالمسيح أنه هو "ابن الله الحي" (مت16: 16). لذلك وبناءً على هذا الإيمان قال: "وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت16: 18).

    أقوال الكتاب المقدس التي تؤكد ذلك
    "إليك يا رب أصرخ يا صخرتي لا تتصامم من جهتي" (مز28: 1).

    "هلّم نرنم للرب نهتف لصخرة خلاصنا" (مز95: 1).

    "أحبك يا رب يا قوتي. الرب صخرتي وحصني ومنقذي" (مز18: 1، 2) (انظر 2صم22: 2).

    "إلهي صخرتي به احتمي، ترسي وقرن خلاصي وملجأي" (مز18: 2) (انظر 2صم22: 3).

    "اسمع يا الله صراخي وأصغ إلى صلاتي. من أقصى الأرض أدعوك إذا غُشي على قلبي. إلى صخرة أرفع مني تهديني. لأنك كنت ملجأ لي. برج قوة من وجه العدو" (مز61: 1-3).

    "هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود: أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري.. فأنتم شهودي، هل يوجد إله غيري، ولا صخرة لا أعلم بها؟" (أش 44: 6، 8).

    "أعطوا عظمة لإلهنا. هو الصخر الكامل صنيعه. إن جميع سبله عدل، إله أمانة لا جور فيه، صديق وعادل هو" (تث32: 3، 4).

    "روح الرب تكلّم بي وكلمته على لساني. قال إله إسرائيل إليَّ تكلّم صخرة إسرائيل. إذا تسلط على الناس بار يتسلط بخوف الله" (2صم23: 2، 3).

    "ألست أنت منذ الأزل يا رب إلهي قدوسي. لا نموت. يا رب للحكم جعلتها ويا صخر للتأديب أسستها" (حب1: 12).

    "حي هو الرب ومبارك صخرتي ومرتفع إله خلاصي" (مز18: 46).

    "لأنه من هو إله غير الرب. ومن هو صخرة سوى إلهنا" (مز18: 31).

    فإذا كان داود يقول بالروح القدس: "من هو صخرة سوى إلهنا"، فمن يجسر أن يقول أن بطرس هو الصخرة التي بنيت عليها الكنيسة، وإلا فماذا يكون السيد المسيح؟!

    لذلك يقول معلمنا بولس الرسول عن شعب إسرائيل في البرية: "وجميعهم شربوا شرابًا واحدًا روحيًا. لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح" (1كو10: 4).

    وكان الرب قد أمر موسى أن يضرب الصخرة بعصاه مرة واحدة حتى تخرج لشعب إسرائيل ماء ليشربوا منه.

    وكانت هذه الصخرة ترمز إلى السيد المسيح الذي صُلب على خشبة الصليب مرة واحدة، وسكب الروح القدس ليرتوي منه المؤمنون باسمه كقوله المبارك "من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يو7: 38).

    ولا ننسى أن السيد المسيح حينما طعنه الجندي الروماني بالحربة في جنبه وهو معلق على الصليب خرج من جنبه دم وماء (انظر يو19: 34)، مثلما فاض الماء من الصخرة حينما ضربها موسى.

    إن الصخر يرمز إلى الصلابة والقوة ودوام الوجود وكذلك إلى الارتفاع وإلى الحماية لأن الصخر يوجد غالبًا في الجبال المرتفعة ويصعب اختراقه. لذلك يقول المرنم "أساساته في الجبال المقدسة. يحب الرب أبواب صهيون أفضل من جميع مساكن يعقوب" (مز87: 1، 2).

    إن جبل صهيون الذي أقيمت عليه مدينة أورشليم والذي بنى عليه هيكل سليمان يرمز إلى السيد المسيح.

    لذلك أيضًا يقول المرنم: "رفعت عينيَّ إلى الجبال من حيث يأتي عوني. معونتي من عند الرب" (مز121: 1، 2).



    المسيح هو الصخرة +++++++++ يدّعي البعض أن بطرس الرسول هو الصخرة التي بنيت عليها الكنيسة. وهذه مسألة خطيرة تتعارض مع أقوال الكتب المقدسة، لأن الرب أكد في مواضع كثيرة من الكتاب المقدس أنه هو الصخرة وأنه لا توجد صخرة غيره. لذلك قيل "الصخرة كانت المسيح" (1كو10: 4). أما عن قول السيد المسيح لبطرس: "على هذه الصخرة أبني كنيستي" (مت16: 18)، فالمقصود به هو صخرة الإيمان بالمسيح أنه هو "ابن الله الحي" (مت16: 16). لذلك وبناءً على هذا الإيمان قال: "وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت16: 18). أقوال الكتاب المقدس التي تؤكد ذلك "إليك يا رب أصرخ يا صخرتي لا تتصامم من جهتي" (مز28: 1). "هلّم نرنم للرب نهتف لصخرة خلاصنا" (مز95: 1). "أحبك يا رب يا قوتي. الرب صخرتي وحصني ومنقذي" (مز18: 1، 2) (انظر 2صم22: 2). "إلهي صخرتي به احتمي، ترسي وقرن خلاصي وملجأي" (مز18: 2) (انظر 2صم22: 3). "اسمع يا الله صراخي وأصغ إلى صلاتي. من أقصى الأرض أدعوك إذا غُشي على قلبي. إلى صخرة أرفع مني تهديني. لأنك كنت ملجأ لي. برج قوة من وجه العدو" (مز61: 1-3). "هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود: أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري.. فأنتم شهودي، هل يوجد إله غيري، ولا صخرة لا أعلم بها؟" (أش 44: 6، 8). "أعطوا عظمة لإلهنا. هو الصخر الكامل صنيعه. إن جميع سبله عدل، إله أمانة لا جور فيه، صديق وعادل هو" (تث32: 3، 4). "روح الرب تكلّم بي وكلمته على لساني. قال إله إسرائيل إليَّ تكلّم صخرة إسرائيل. إذا تسلط على الناس بار يتسلط بخوف الله" (2صم23: 2، 3). "ألست أنت منذ الأزل يا رب إلهي قدوسي. لا نموت. يا رب للحكم جعلتها ويا صخر للتأديب أسستها" (حب1: 12). "حي هو الرب ومبارك صخرتي ومرتفع إله خلاصي" (مز18: 46). "لأنه من هو إله غير الرب. ومن هو صخرة سوى إلهنا" (مز18: 31). فإذا كان داود يقول بالروح القدس: "من هو صخرة سوى إلهنا"، فمن يجسر أن يقول أن بطرس هو الصخرة التي بنيت عليها الكنيسة، وإلا فماذا يكون السيد المسيح؟! لذلك يقول معلمنا بولس الرسول عن شعب إسرائيل في البرية: "وجميعهم شربوا شرابًا واحدًا روحيًا. لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح" (1كو10: 4). وكان الرب قد أمر موسى أن يضرب الصخرة بعصاه مرة واحدة حتى تخرج لشعب إسرائيل ماء ليشربوا منه. وكانت هذه الصخرة ترمز إلى السيد المسيح الذي صُلب على خشبة الصليب مرة واحدة، وسكب الروح القدس ليرتوي منه المؤمنون باسمه كقوله المبارك "من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يو7: 38). ولا ننسى أن السيد المسيح حينما طعنه الجندي الروماني بالحربة في جنبه وهو معلق على الصليب خرج من جنبه دم وماء (انظر يو19: 34)، مثلما فاض الماء من الصخرة حينما ضربها موسى. إن الصخر يرمز إلى الصلابة والقوة ودوام الوجود وكذلك إلى الارتفاع وإلى الحماية لأن الصخر يوجد غالبًا في الجبال المرتفعة ويصعب اختراقه. لذلك يقول المرنم "أساساته في الجبال المقدسة. يحب الرب أبواب صهيون أفضل من جميع مساكن يعقوب" (مز87: 1، 2). إن جبل صهيون الذي أقيمت عليه مدينة أورشليم والذي بنى عليه هيكل سليمان يرمز إلى السيد المسيح. لذلك أيضًا يقول المرنم: "رفعت عينيَّ إلى الجبال من حيث يأتي عوني. معونتي من عند الرب" (مز121: 1، 2).
    6
    0 Commentaires 1 parts
  • القطعة الثانية من صلاة الساعة السادسة
    تقول: يا يسوع المسيح إلهنا الذي سمِرْتَ على الصليب في الساعة السادسة، وقتلت الخطية بالخشبة وأحييت الميت بموتك، الذي هو الإنسان الذي خلقته بيديك، الذي مات بالخطية. فواضح هنا أن الخطية التي قتلها السيد بصليبه هي خطية آدم التي مات بها الإنسان أو البشر عمومًا.

    [د] أيضًا في بيان يوم الجمعة العظيمه

    من أسبوع الآلام يقول: قبل أن تُخلق الكائنات، وقبل أن تتعين الأزمنة، علم الله بسابق علمه أن الإنسان سيخطئ ويعمل الشر على الأرض ... وبما أن هذا الأمر لا يقدر أن يقوم به ملاك أو رئيس ملائكة أو نبي أو قديس. لأن طبيعة الملائكة غير طبيعة البشر، والأنبياء والقديسين مولودون بالخطية الجدية التي عمت جميع النوع الإنساني ولم يستثن منها أحد.... ] .

    القطعة الثانية من صلاة الساعة السادسة تقول: يا يسوع المسيح إلهنا الذي سمِرْتَ على الصليب في الساعة السادسة، وقتلت الخطية بالخشبة وأحييت الميت بموتك، الذي هو الإنسان الذي خلقته بيديك، الذي مات بالخطية. فواضح هنا أن الخطية التي قتلها السيد بصليبه هي خطية آدم التي مات بها الإنسان أو البشر عمومًا. [د] أيضًا في بيان يوم الجمعة العظيمه من أسبوع الآلام يقول: قبل أن تُخلق الكائنات، وقبل أن تتعين الأزمنة، علم الله بسابق علمه أن الإنسان سيخطئ ويعمل الشر على الأرض ... وبما أن هذا الأمر لا يقدر أن يقوم به ملاك أو رئيس ملائكة أو نبي أو قديس. لأن طبيعة الملائكة غير طبيعة البشر، والأنبياء والقديسين مولودون بالخطية الجدية التي عمت جميع النوع الإنساني ولم يستثن منها أحد.... ] .
    ردآ على كل ينادون بعدم وراثتنا لخطية آدم الأصليه
    ++++++
    لقد ورثنا الخطية الجدية أو الأصليه التى لأبونا آدم

    أولاً: من الكتاب المقدس

    في العهد القديم

    تصريح الوحي المقدس بأنه ليس أحد بلا خطية ووراثة الخطية الأصلية هى من العهد القديم، وقد ذكر الوحى المقدس هذا من أيام أيوب الصديق الذى كان في عصر يعقوب أبو الآباء، وذلك في الآية: "مَنْ يُخْرِجُ الطَّاهِرَ مِنَ النَّجِسِ؟ حَتَّىَ وَإِنْ كَانَتْ حَيَاتَهُ يَوْمًا وَاحِدًا" (أي 4:14)
    وأيضًا يقول الوحى بفم داود النبى: "هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" (مز 5:51).
    ويقول أيضًا: "لَنْ يَتَبَرَّرَ قُدَّامَكَ حَيٌّ" (مز 2:143)، ويعنى أن كل الأحياء لن يتبررون أمام الله بما في ذلك الأطفال الذين لم يخطئوا خطايا فعلية فى حياتهم، وهناك آيات كثيرة تقول أن الكل أخطأ بما في ذلك الأطفال الذين بلا خطية فعلية
    فيقول سليمان: "لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ" (1مل 46:8).
    ويقول أيضًا فى سفر الجامعة: "لأَنَّهُ لاَ إِنْسَانٌ صِدِّيقٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ صَلاَحًا وَلاَ يُخْطِئُ" (جا 20:7).
    ويقول إشعياء: "لَيْسَ مَنْ يَدْعُو بِالْعَدْلِ، وَلَيْسَ مَنْ يُحَاكِمُ بِالْحَقِّ. يَتَّكِلُونَ عَلَى الْبَاطِلِ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ. قَدْ حَبِلُوا بِتَعَبٍ، وَوَلَدُوا إِثْمًا" (إش 4:59).
    ويقول إرميا النبي: "وَيْلٌ لِي يَا أُمِّي لأَنَّكِ وَلَدْتِنِي إِنْسَانَ خِصَامٍ وَإِنْسَانَ نِزَاعٍ لِكُلِّ الأَرْضِ" (إر 10:15).
    ويقول الله لشعب بني اسرائيل بفم إشعياء النبي: "اِسْمَعُوا هذَا يَا بَيْتَ يَعْقُوبَ، الْمَدْعُوِّينَ بِاسْمِ إِسْرَائِيلَ .. لَمْ تَسْمَعْ وَلَمْ تَعْرِفْ، وَمُنْذُ زَمَانٍ لَمْ تَنْفَتِحْ أُذُنُكَ، فَإِنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ تَغْدُرُ غَدْرًا، وَمِنَ الْبَطْنِ سُمِّيتَ عَاصِيًا" (إش ١:٤٨-٨).
    ولماذا سماهم الله من البطن عاصيين؟!!!
    لأنهم عصوا الله في آدم قديمًا.

    في العهد الجديد
    (1) معمودية الأطفال

    لما قال بطرس فى سفر الأعمال يوم الخمسين: "تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (أع 38:2)، وبعد عظته الشهيرة آمن 3000 نفس.
    5
    0 Commentaires 0 parts
  • وهنا توجد أسئلة مهمة لابد من الإجابة عليها، وهى:
    1) هل الثلاث آلاف نفس الذين اعتمدوا فى يوم العنصرة لم يكن فيهم أطفال؟
    2) لما قال وحي الروح القدس:"حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ" (أع 44:10). ما معنى كلمة جميع، وهل لم يكن هناك أطفال في عائلة كرنيليوس وأصدقائه حينما اعتمدوا على يد بطرس فحسبوا مع الجميع في (أع 44:10-48)؟
    3) هل لم يكن هناك أطفال في عائلة ليديا في (أع 15:16) حينما اعتمدوا على يد بولس؟
    4) هل لم يكن هناك أطفال في أسرة سجان فيلبى والذين له حينما اعتمدوا؟ وما معنى كلمة أجمعون حين قال الوحي:"وَاعْتَمَدَ فِي الْحَالِ هُوَ وَالَّذِينَ لَهُ أَجْمَعُونَ" (أع 33:16)؟
    5) هل هل لم يكن هناك أطفال لما اعتمد كريسبس رئيس المجمع هو وأهل بيته وكثير من الكرونثيين؟ "آمَنَ بِالرَّبِّ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ" (أع 8:18).
    6) ما هى الخطايا التى تغفر لأطفال الأربعين والثمانين يومًا؟
    هل عمَّد الرسل الأطفال فى القرن الأول لتُغْفَر لهم خطايا لم يفعلوها؟
    من هذا نستنتج بالفعل كانت هناك عقيدة راسخة من القرن الأول من العصر الرسولى تقول بوراثة المعصية الأولى؟

    (2) تصريح الوحي المقدس بأنه ليس أحد بلا خطية

    يقول بولس الرسول لأهل رومية: "فَمَاذَا إِذًا؟ أَنَحْنُ أَفْضَلُ؟ كَلاَ الْبَتَّةَ! لأَنَّنَا قَدْ شَكَوْنَا أَنَّ الْيَهُودَ وَالْيُونَانِيِّينَ أَجْمَعِينَ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ" (رو 9:3-12).
    ويقول أيضًا لأهل غلاطية: "لكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ" (غل 22:3).
    ويقول لأهل أفسس: "الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا" (أف 3:2)، أى أننا قبل المسيحية (بحسب الطبيعة البشرية الساقطة) كنا أبناء المعصية (المعصية الأولى) كباقى الأمم، ولذا أصبحنا أبناء الغضب بخطيتنا التى ورثناها عن أبينا آدم وأمنا حواء.

    (3) أما الآية التى تشرح هذا الأمر صراحةً

    وتقول بوراثتنا للخطية الأصلية وكيف دخلت إلى العالم، توضحها الآية: "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ ... لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ اللهِ، وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ! ... لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ! فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هكَذَا بِبِرّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا" (رو 12:5-19)، وسوف نتناولها من خلال تفسير الآباء لها فيما بعد.

    ثانيًا: أقوال الآباء

    (1)
    معمودية الأطفال في فكر الآباء

    [أ] القديس إيريناؤس [140-220م]
    يقول: {إن يسوع المسيح أتى لكى يخلص جميع البشر أعنى الذين ولدوا ثانية سواء كانوا أطفالاً (لم يخطئوا) أو شبابًا أو شيوخ
    (الروح القدس بين الميلاد والتجديد المستمر للقمص تادرس يعقوب ملطي ص94)
    والسؤال هنا الخلاص يكون من ماذا؟ أليس الخطية، أم جاء المسيح ليخلصنا من ماذا؟ وهل الأطفال لهم خطية؟ وهل لما قال الرسول إذ أخطأ الجميع كان الأطفال أيضًا من الجميع أم أن الجميع لم يجمعهم لأنهم بلا خطية؟

    [ب] العلامة أوريجانوس [185-254م]
    يقول: {أن الكنيسة تسلمت من الرسل تقليد عماد الأطفال أيضًا فالأطفال يعمدون لمغفرة الخطايا ليغتسلوا من الوسخ الجَدِّى بسر المعمودية[تفسير رو 9:5 مقال14 مقال8]} (القديس كيرلس الأورشليمي للقمص تادرس يعقوب ص16).

    [ج] القديس أغسطينوس [354-430م]
    يفسر قول القديس بولس الرسول:"لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ” (رو 5: 16) وذلك فى دفاعه عن أهمية المعمودية للأطفال فيقول: {من هذا نستخلص أننا من آدم، الذى فيه أخطأنا جميعًا، ليس كل خطايانا الفعلية، إنما الخطية الأصلية فقط؛ أما من المسيح الذى فيه تبررنا جميعًا فقد نلنا الغفران ليس فقط الخاص بالخطية الأصلية، لكن الخاص ببقية خطايانا التى أضفناها أيضًا}
    (
    ويقول أيضًا: {حتى الأطفال الذين لا يخطئون في حياتهم الشخصية إنما حسب الجنس البشري العالم يكسرون عهد الله، إذ أخطأ الكل في واحد (تفسير رسالة رومية للقمص تادرس يعقوب ملطي ص107)

    (2)
    الخطية الأصلية في فكر الآباء

    القديس غريغوريوس العجائبي [233-270م]
    ويقول القديس غريغوريوس العجائبي: {لقد دخلت الخطية إلي العالم بالجسد، وملك الموت بالخطية علي جميع الناس، لكن دينت الخطية بذات الجسد في شبهه (شبه جسد الخطية)، فقد غُلبت الخطية، وطرد الموت من سلطانه، ونُزع الفساد بدفن الجسد وظهور بكر القيامة، وبدأ أساس البرّ في العالم بالإيمان، والكرازة بملكوت السموات بين البشر، وقيام الصداقة بين الله والناس (تفسير رسالة رومية للقمص تادرس يعقوب ملطي ص107).
    (لقد دخلت الخطية إلي العالم بالجسد) أى من خلال التزاوج الجسدى دخلت الخطية إلى العالم أى إلى جميع الناس، ولذلك يقول المرنم:"هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" (مز 5:51)، أى أن أمى حبلت بى أو ولدتنى بالخطية الأصلية التى بها صُوِرْت فى أحشائها.

    القديس أثناسيوس الرسولي [325-373م]
    يقول القديس أثناسيوس الرسولي: {المسيح قدم ذبيحة نفسه أيضاً نيابة عن الجميع إذ سلَّم هيكله للموت عوضاً عن الجميع لكى يحرر البشر من معصيتهم الأصلية} (تجسد الكلمة فصل 20 فقرة 2)
    ويقول أيضًا: {وما هو هذا السبب إلا أن يكون الذى كان فى صورة الله وهو إبن لأب نبيل، وأذل نفسه وصار بدلاً منا ولأجلنا؟ فلو لم يكن الرب قد صار إنسانًا، لما كان فى وسعنا أن نُفتَدَى (نتحرر) من الخطيئة وأن نقوم من بين الأموات} (المقالة الأولى ضد الأريوسيين: فقرة 43).
    ويقول: {لأن آدم حينما تعدى بلغت خطيته إلى كل إنسان، وحينما صار الكلمة إنساناً هزم الحية، وبلغت قوته العظمى إلى كل البشر} (المقالة الأولى ضد الأريوسيين: فقرة 51)، فيقول بلغت خطيته إلى كل إنسان، وليس بلغ موت خطيته أو فساد خطيته إلى كل إنسان.

    القديس إمبروسيوس [340-397م]
    ويقول القديس إمبروسيوس: {في آدم سقطت أنا، وفيه طُردت من الفردوس، وفيه مت، فكيف يردني الرب إلا بأن يجدني في آدم مذنبًا، إذ كنت هكذا، أما الآن ففي المسيح أتبرر أنا(تفسير رسالة رومية للقمص تادرس يعقوب ملطي ص106).
    (فى آدم سقطت أنا) أى فى آدم سقطت فى الخطية. ولو كانت هذه العبارة تعنى السقوط فى الموت، ما كان قال بعدها وفيه مت.
    ويقول أيضًا: {ليس حبل بلا خطية، حيث لا يوجد والدان لم يسقطا(تفسير المزمور 51 للقمص تادرس يعقوب ملطي).

    القديس يوحنا ذهبي الفم [370-407م]
    القديس ذهبى الفم يؤكد أن النعمة التى صارت بيسوع المسيح قادرة أن تمحو الخطية الأصلية والخطايا الفعلية، منها فيقول:
    {بينما نجد أن النعمة قادرة على أن تمحو ليس فقط خطية واحدة بل وتلك الخطايا التى ظهرت بعد الخطية الأولى ... ولكى لا تعتقد أن عندما تسمع اسم آدم أن ما مُحِىَّ هو فقط الخطية الأولى التى اقترفها آدم} (تفسير رسالة رومية عظة 11).
    ويقول أيضًا:
    {وأن الخطية الأولى ليس هى فقط التى مُحِيَتْ بل وكل الخطايا الأخرى ... ثم دلل على أنه ليست الخطية الأولى فقط هى التى مُحِيَتْ بواسطة النعمة بل جميع الخطايا الأخرى} (تفسير رسالة رومية عظة 11).
    إذن فالرب يسوع له المجد والسجود بنعمته قد حررنا من الخطية الأصلية والخطايا الفعلية.

    القديس أغسطينوس [354-430م]
    ويقول القديس أغسطينوس: {هل وُلد داود من زنا، وقد ولد من الرجل البار يسى (1 صم 16: 18) ومن زوجته؟! ماذا يعني: "بالإثم حبل بي" إلاَّ أن الإثم قد انحدر من آدم...!} (تفسير المزمور 51 للقمص تادرس يعقوب ملطي).

    القديس كيرلس عمود الدين [375-444م]
    عن طريق الأكل نحن كنا مهزومين في آدم، فيقول القديس كيرلس عمود الدين: {طبيعة الإنسان في المسيح [الطبيعة الناسوتية في المسيح] حرة من أخطاء شراهة آدم، عن طريق الأكل نحن كنا مهزومين في آدم، وبواسطة التقشف [الصوم] أنتصرنا في المسيح.} (العظة 12- أ، فى شرح إنجيل القديس لوقا).
    فبالأكل من الشجرة صرنا مهزومين في آدم وهذا يؤكد أننا كلنا أخطأنا في آدم.
    ويقول أيضًا: {حوّلوا أذهانكم إلى آدم القديم وفى الأول وأصل الجنس إحسبوا البشرية كلها كأنها فيه} (العبادة بالروح والحق: الكتاب الثاني PG 68, 244).

    (3)
    أقوال آباء معاصرين من القرن العشرين

    [أ] مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
    وفى هذا يقول مثلث الرحمات البابا شنودة على الآية "لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ" (1كو 22:15): {نحن جميعاً كنا فى صُلب آدم حين أخطأ، لذلك فإن حكم الموت قد صدر ضد كل خلية فى آدم بما فى ذلك الخلايا التى جئنا نحن منها فصرنا تحت حكم الموت نفسه}.
    وبالنسبة لعبارة (كنا فى صُلب آدم حين أخطأ) فهذا تعلمناه من بولس رسول العطر حين قال أن سبط لاوى كله كان فى صُلب إبراهيم أب الآباء حين قدَّم العشور لملكى صادق: "إِنَّ لاَوِي أَيْضاً الآخِذَ الأَعْشَارَ قَدْ عُشِّرَ بِإِبْرَاهِيمَ! لأَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادِقَ" (عب١٠،٩:٧)، أي أن سبط لاوى كله فعل الفعل (تقديم العشور) حين كان فى صلب أبيه حين فعل الفعل (تقديم العشور)، وهكذا أيضًا كلنا أخطأنا نفس خطية آدم حين كنا فى صلب آدم حينما أخطأها.

    [ب] البابا تواضروس الثاني
    يؤكد البابا تواضروس الثانى وراثتنا لخطية آدم فيقول: {... والكنيسة علمتنا وبنعيش فيها أن الخطية اللى ورثها الإنسان من آدم لا تمحى إلا من خلال المعمودية نيجى نتعمد تغفر الخطية الجدية ونتولد ولادة جديدة وناخد الثوب الأبيض الجميل اللى بنلبسه فى المعمودية تعبير عن الحياة النقية الجديدة ...} كان ذلك فى (عظة باركى يا نفسى الرب - 14/1/2016 بكنيسة الملاك بنقادة بالأقصر).

    [ج] المتنيح نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوي
    فى الآية "فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ" (رو 17:8)، يقول نيافة الأنبا بيشوى مطران كرسى دمياط ورئيس دير القديسة دميانة برارى بلقاس: {فإن تجاسر أحد ونقض فكرة وراثة الخطية الأصلية؛ فإنه دون أن يدرى ينفى إمكانية وراثة بر المسيح لأن آدم هو أصل الجنس البشرى القديم وصار السيد المسيح هو أصل المفديين الذى "مِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ" (يو1: 16) … أما ما يؤكّد وراثة خطيئة الطبيعة التى لآدم فهو قول معلمنا بولس الرسول: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ" (رو5: 12)}.
    [لاحظ] الموت إجتاز إلى الجميع حين أخطأ الجميع خطية آدم، الذى به دخلت الخطية إلى كل العالم كله وورثناها. ولما يقول الكتاب: أخطأ الجميع أى جميع الناس، بما فيهم الأطفال حديثى الولادة الذين لم يخطئوا بفعلهم. هل يمكن استثنائهم من الجميع؟ بالطبع لا، وحاشا للوحى أن يخطئ.

    [د] القمص يوحنا سلامة المحرقي [1878-1960م]
    ويقول القمص يوحنا سلامة فى كتابه (اللآلئ النفيسة ص٢٦ فى أسباب معمودية الأطفال) {رابعًا: لأن الأطفال مولودون بالآثام (مز ٥:٥١) وملوثون بمعصية آدم ولذا يحتاجون إلى التطهير من الخطية وهو لا يكون إلا بالمعموية كما قال القديس بطرس (أع ٣٨:٢)}.

    [هـ] القمص تادرس يعقوب ملطي (أدام الله حياته)
    فيقول القمص تادرس يعقوب ملطي فى تفسير هذه الآية: {لقد أخبرنا عن تقوى أمه فى مزمور 86: "الْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي. أَعْطِ عَبْدَكَ قُوَّتَكَ، وَخَلِّصِ ابْنَ أَمَتِكَ" (مز 16:86) وفى مزمور 116: "آهِ يَا رَبُّ، لأَنِّي عَبْدُكَ! أَنَا عَبْدُكَ ابْنُ أَمَتِكَ" (مز 16:116)، إنما يتحدث هنا عن الخطية الأصلية، معترفًا إنه قد وُلد في العالم ببذور الإثم.}

    ثالثًا: من قرارات المجامع التى تقرها كنيستنا

    ورد فى قرارات مجمع قرطاجنة عام 418م فى القانون 2 [إن قال أى إنسان أن الأطفال حديثى الولادة لا يحتاجون إلى معمودية، أو أنهم يجب أن يعتمدوا لغفران الخطايا، لكن ليست فيهم "أية خطية أصلية موروثة" من آدم لابد أن تغسل بحميم الميلاد الجديد، وفى حالتهم هذه لا تؤخذ صيغة المعمودية أنها "لغفران الخطايا" بطريقة حرفية، إنما بطريقة رمزية، فليكن محروماً؛ لأنه وفقاً لـ(رو 12:5) اجتازت خطية آدم إلى الجميع.]

    فقد قرر مجمع قرطاجنة وحتم على عماد الأطفال بقوله: [من ينكر أن المعتمدين من الأولاد الصغار المولودين حديثًا من بطون أمهاتهم يعمدون لمغفرة الخطايا أو يعترف بذلك ولكنه يزعم أنهم لم يشتركوا بشئ من الخطية الجدية المحتاجة إلى التطهير بحميم الميلاد الثانى … ليكن مفروزًا ق١٢٤ لأن عبارة الرسول القائلة " … بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا إجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع رو ١٢:٥ لايجب أن تُفهم بمعنى آخر إلا كما فهمتها الكنيسة الأرثوذكسية - أعنى أن الأطفال أيضًا لا يستطيعون أن يرتكبوا بذواتهم خطية من الخطايا يعمدون على قانون الإيمان القائل نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا ق١٢١]
    فمن الواضح فى هذا النص أننا لم نرث فقط حكم الموت بل ورثنا الخطية أى طبيعة الخطية أو خطية الطبيعة لذلك يقول "دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ" (رو 12:5) ولم يقل "دخل الموت إلى العالم". فلا ينبغى أن نقول أننا ورثنا فقط نتائج الخطية.

    ونسأل: حين يقول الرسول: "كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ" ما الخطية التى دخلت إلى العالم؟!! أليست خطية آدم وما العالم الذى دخلته هذه الخطية؟!! هل هناك عالم غير عالمنا؟!! وكيف دخلت إلى العالم خطية آدم؟!! أليس بالتناسل ووراثتنا لها؟!! ومن خلال خطيتنا التى ورثناها عن آدم صار الموت لجميعنا؟!

    رابعًا: ومن الصلوات الطقسية أيضًا

    [أ] الخولاجي المقدس

    يقول الكاهن في أوشية الراقدين:
    [... فإنه ليس أحدٌ طاهرًا من دنس ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض ...]

    صحيح
    أنه يقول الكاهن فى صلاة الصلح الباسيلي:
    [يا الله العظيم الأبدى الذى جبل الإنسان على غير فساد]
    وأيضًا: [والموت الذى دخل إلى العالم بحسد إبليس هدمته] إلا أننا لم نرث الموت وفساد الطبيعة فقط، بل ورثنا أيضًا الخطية الأصلية المسببة لها.

    إلا أنه في آجيوس في القداس الباسيلييقول القديس باسيليوس بصيغة المتكلمين عن سقوط آدم وكأننا الذين سقطنا كلنا، يصلي الكاهن:
    [... وعندما خالفنا وصيتك بغواية الحية (من الذى خالف الوصية بغواية الحية؟ نحن) سقطنا من الحياة الأبدية (من الذى سقط بخطيته من الحياة الأبدية؟ نحن) ونفينا من فردوس النعيم (من الذى نفى من فردوس النعيم؟ نحن) ...]
    فهل آدم الذى خالف الوصية وسقط ونفى من الفردوس أم نحن؟ فإن كان آدم، فلماذا فى القداس ننسب ما فعله كأننا عملناه؟

    والقديس ساويرس الأنطاكي في صلاة الصلح الغريغورييقول الكاهن:
    [... كونت الإنسان وجعلته فى فردوس النعيم، وعندما سقط بغواية العدو ومخالفة وصيتك المقدسة، وأردت أن تجدده وترده إلى رتبته الأولى ...]
    من الإنسان الذى أراد الله أن يجدده ويرده لرتبته الأولى؟
    آدم الذى مات من آلاف السنين أم نحن؟
    إن قلنا آدم هو الذى خَلَّصَه السيد المسيح من خطيته بصلبه وجدده ورده لرتبته الأولى، إذن فهو لم يُخَلّصنا نحن ولا جدد طبيعتنا ولا ردنا نحن لرتبتنا الأولى، لأن آدم هو الذى أخطأ خطيته وليس نحن. وإن قلنا نحن الذين خَلَّصَنا السيد بموته وجددنا وردنا لرتبتنا الأولى فى الفردوس، فنكون كنا فى صلبه حين خُلق وجُعِل فى الفردوس، وكنا فيه حين سقط وأخطأ فأخطأنا معه وخالفنا الوصية معه أيضًا. لأن القديس غريغوريوس يقول كونت الإنسان عمومًا وليس آدم فقط.
    ثم يكمل الكاهن في صلاة الصلح الغريغوري:
    [.. والحاجز المتوسط نقضته والعداوة القديمة هدمتها ..].
    وسؤالنا: ما هي هذه العداوة القديمة؟!!
    وإن كانت هذه العداوة القديمة لآدم فقط والرب يسوع هدمها له، فما علاقة هذا بخلاصنا نحن لكي يصليها الكاهن نيابة عن الشعب؟!!
    لقد كانت هناك عداوة قديمة بين الله وكل بني آدم، من يوم أن عصى أبواهم الأولين آدم وحواء المعصية الأولى وأكلا من الشجرة. ولماذا يعاديني الله، إن لم أكن قد عملت المعصية الأصلية فعلاً حين كنت في صلب آدم أبي؟

    وأيضًا في آجيوس في القداس الغريغورى يقول الكاهن بصيغة المتكلم أنا كأنه هو آدم:
    [وفتحت لى الفردوس لأتنعم، وأعطيتنى علم معرفتك، أظهرت لى شجرة الحياة، وعرفتنى شوكة الموت،(مع أن آدم هو الذى حدث معه هذا وليس الكاهن أو المصلى)غرس واحد نهيتنى أن آكل منه، فأكلت بإرادتى وتركت عنى ناموسك برأيى،(فهل أنا الذى أكل بإرادته أم آدم؟ وهل أنا الذى تركت ناموس الله برأيى وللا آدم؟)وتكاسلت عن وصاياك، أنا اختطفت لى قضيت الموت.] يعلمنا القديس غريغوريوس أننا الذين كنا نتنعم فى الفردوس، وأن الله أظهر لنا شجرة الحياة وعرفنا شوكة الموت وأن هناك غرس واحد نهانا نحن عن الأكل منه وليس آدم، وأننا نحن الذين تكاسلنا ونحن الذين إختطفنا وسببنا لأنفسنا قضية الموت وليس آدم.

    وأيضًا من صلاة الصلح في القداس الكيرلسي يقول الكاهن:
    [... لأنك أنت العارف كخالق جبلتنا أنه ليس مولود إمرأة يتزكى أمامك ...] (إقتباس من صلاح الصلح الكيرلسي)

    [ب] صلوات المعمودية المقدسة
    أما المعمودية فتحوي عبارات كثيرة تقول أنها لمغفرة الخطايا، إلا أنه هناك عبارات تتكلم على الخطيئة وليس الخطايا بصفة عامة، سنذكرها في حينها:

    + {.. وعند حلول روحك القدوس عليه، هبه بركة الأردن آمين. أعطه قوة ليصير ماءًا محييًا آمين. ماءًا طاهرًا آمين. ماء يطهر الخطايا آمين. ..} (آجيوس قداس المعمودية).
    + {.. ويقفوا أمامك على منبر المسيح وينالوا الإكليل السمائي وغفران خطاياهم ..} (آجيوس قداس المعمودية).
    + {.. فليستحقوا حميم الميلاد الجديد لغفران خطاياهم ..} (أوشية الموعوظين).
    +{.. أنعم عليهم بغفران خطاياهم. وإمنحهم أن يدركوا الشفاء من الخطيئة المهلكة ..} (صلاة قبل المسح بدهن الموعظة).
    ما هيَّ الخطيئة المهلكة التي ذُكِرَت بمعزل عن الخطايا الأخرى هنا؟!!!
    + {.. تفضل يارب أن تنعم عليهم بالنمو في الإيمان وغفران الخطايا ..} (صلاة بعد المسح بدهن الموعظة).
    + {.. لكي تجعلهم أهلاً أن يفوزا بالنعمة التي تقدموا إليها، ويطهروا من الخطيئة التي في العالم ويعتقوا من عبودية الفساد ..} (صلاة بعد السؤال عن إسم المُعَمَّدين).
    هنا ما هيَّ الخطية التي في العالم ويعقبها مباشرة العتق من عبودية الفساد؟!!!
    + {.. وهب لهم خلاصًا أبديًا، أولدهم مرة أخرى بحميم الميلاد الجديد ومغفرة خطاياهم ..} (صلاة قبل جحد الشيطان).
    ما هو الخلاص الأبدي هنا الذي نطلبه للمُعَمَّدْ، سوى الخلاص الذي تم في الصليب بموت رب المجد عنا، وبه غفرت خطية آدم الأصلية؟!!!
    + {.. وليستحقوا حميم الميلاد الجديد، واللباس غير الفاسد، وغفران الخطايا} (صلاة قبل المسح بدهن الفرح "الغليلاون").
    + {.. أيها الأزلي السيد الرب الإله الذي جبل الإنسان كصورته ومثاله، الذي أعطاه سلطان الحياة الدائمة، ثم لما سقط في الخطيئة لم تتركه، بل دبرت خلاص العالم بتأنس ابنك الوحيد ربنا يسوع المسيح، أنت يارب أنقذ أيضًا جبلتك هؤلاء من عبودية العدو. إقبلهم في ملكوتك ..} (الصلاة التي قبل التعميد مباشرة).

    والسؤال هنا:
    لماذا قبل التغطيس مباشرة يتلو الكاهن قصة الخلق للإنسان عمومًا وليس آدم، وسقوطه في الخطيئة الجدية الأصلية، وتدبير الخلاص بتجسد ابن الله الوحيد؟!!!
    أليس لأن الطفل الذي يعتمد سقط في الخطية الأصلية التي لآدم، وسيخلص منها بالمعمودية مدفونًا مع السيد المسيح ومُقامًا معه؟!!!
    فطبعًا مغفرة الخطايا مقصود بها خطية آدم الأصلية وباقي الخطايا الفعلية التي عملها الإنسان قبل المعمودية.
    ولكن هل الأطفال لهم خطايا فعلوها يعتمدون لأجلها؟!!!
    إن كان لا، فبالتأكيد المقصود بكل هذه العبارات في صلوات المعمودية خطاياهم التي أخطأوها في آدم.

    [ج] صلوات السواعى (الأچبية) التي تُصَلى كل يوم

    القطعة الأولى من صلاة الساعة السادسة
    تقول: {يا من فى اليوم السادس وفى وقت الساعة السادسة سُمِرْتَ على الصليب من أجل الخطية التى تجرأ عليها أبونا آدم فى الفردوس، فالسيد المسيح صلب لأجل خطية آدم التى ورثناها مزق صك خطايانا أيها المسيح إلهنا ونجنا}
    هذا الصك هو صك الخطية الجدية والخطايا الفعلية والذى ذكره بولس الرسول فى (كو 14:2) هذا الصك هو صك خطايانا الذى مزقه السيد على الصليب.

    القطعة الثانية من صلاة الساعة السادسة
    تقول: {يا يسوع المسيح إلهنا الذى سُمِرْتَ على الصليب فى الساعة السادسة، وقتلت الخطية بالخشبة، وأحييت اوهنا توجد أسئلة مهمة لابد من الإجابة عليها، وهى:
    1) هل الثلاث آلاف نفس الذين اعتمدوا فى يوم العنصرة لم يكن فيهم أطفال؟
    2) لما قال وحي الروح القدس:"حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ" (أع 44:10). ما معنى كلمة جميع، وهل لم يكن هناك أطفال في عائلة كرنيليوس وأصدقائه حينما اعتمدوا على يد بطرس فحسبوا مع الجميع في (أع 44:10-48)؟
    3) هل لم يكن هناك أطفال في عائلة ليديا في (أع 15:16) حينما اعتمدوا على يد بولس؟
    4) هل لم يكن هناك أطفال في أسرة سجان فيلبى والذين له حينما اعتمدوا؟ وما معنى كلمة أجمعون حين قال الوحي:"وَاعْتَمَدَ فِي الْحَالِ هُوَ وَالَّذِينَ لَهُ أَجْمَعُونَ" (أع 33:16)؟
    5) هل هل لم يكن هناك أطفال لما اعتمد كريسبس رئيس المجمع هو وأهل بيته وكثير من الكرونثيين؟ "آمَنَ بِالرَّبِّ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ" (أع 8:18).
    6) ما هى الخطايا التى تغفر لأطفال الأربعين والثمانين يومًا؟
    هل عمَّد الرسل الأطفال فى القرن الأول لتُغْفَر لهم خطايا لم يفعلوها؟
    من هذا نستنتج بالفعل كانت هناك عقيدة راسخة من القرن الأول من العصر الرسولى تقول بوراثة المعصية الأولى؟

    (2) تصريح الوحي المقدس بأنه ليس أحد بلا خطية

    يقول بولس الرسول لأهل رومية: "فَمَاذَا إِذًا؟ أَنَحْنُ أَفْضَلُ؟ كَلاَ الْبَتَّةَ! لأَنَّنَا قَدْ شَكَوْنَا أَنَّ الْيَهُودَ وَالْيُونَانِيِّينَ أَجْمَعِينَ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ" (رو 9:3-12).
    ويقول أيضًا لأهل غلاطية: "لكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ" (غل 22:3).
    ويقول لأهل أفسس: "الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا" (أف 3:2)، أى أننا قبل المسيحية (بحسب الطبيعة البشرية الساقطة) كنا أبناء المعصية (المعصية الأولى) كباقى الأمم، ولذا أصبحنا أبناء الغضب بخطيتنا التى ورثناها عن أبينا آدم وأمنا حواء.

    (3) أما الآية التى تشرح هذا الأمر صراحةً

    وتقول بوراثتنا للخطية الأصلية وكيف دخلت إلى العالم، توضحها الآية: "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ ... لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ اللهِ، وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ! ... لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ! فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هكَذَا بِبِرّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا" (رو 12:5-19)، وسوف نتناولها من خلال تفسير الآباء لها فيما بعد.

    ثانيًا: أقوال الآباء

    (1)
    معمودية الأطفال في فكر الآباء

    [أ] القديس إيريناؤس [140-220م]
    يقول: {إن يسوع المسيح أتى لكى يخلص جميع البشر أعنى الذين ولدوا ثانية سواء كانوا أطفالاً (لم يخطئوا) أو شبابًا أو شيوخ
    (الروح القدس بين الميلاد والتجديد المستمر للقمص تادرس يعقوب ملطي ص94)
    والسؤال هنا الخلاص يكون من ماذا؟ أليس الخطية، أم جاء المسيح ليخلصنا من ماذا؟ وهل الأطفال لهم خطية؟ وهل لما قال الرسول إذ أخطأ الجميع كان الأطفال أيضًا من الجميع أم أن الجميع لم يجمعهم لأنهم بلا خطية؟

    [ب] العلامة أوريجانوس [185-254م]
    يقول: {أن الكنيسة تسلمت من الرسل تقليد عماد الأطفال أيضًا فالأطفال يعمدون لمغفرة الخطايا ليغتسلوا من الوسخ الجَدِّى بسر المعمودية[تفسير رو 9:5 مقال14 مقال8]} (القديس كيرلس الأورشليمي للقمص تادرس يعقوب ص16).

    [ج] القديس أغسطينوس [354-430م]
    يفسر قول القديس بولس الرسول:"لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ” (رو 5: 16) وذلك فى دفاعه عن أهمية المعمودية للأطفال فيقول: {من هذا نستخلص أننا من آدم، الذى فيه أخطأنا جميعًا، ليس كل خطايانا الفعلية، إنما الخطية الأصلية فقط؛ أما من المسيح الذى فيه تبررنا جميعًا فقد نلنا الغفران ليس فقط الخاص بالخطية الأصلية، لكن الخاص ببقية خطايانا التى أضفناها أيضًا}
    (
    ويقول أيضًا: {حتى الأطفال الذين لا يخطئون في حياتهم الشخصية إنما حسب الجنس البشري العالم يكسرون عهد الله، إذ أخطأ الكل في واحد (تفسير رسالة رومية للقمص تادرس يعقوب ملطي ص107)

    (2)
    الخطية الأصلية في فكر الآباء

    القديس غريغوريوس العجائبي [233-270م]
    ويقول القديس غريغوريوس العجائبي: {لقد دخلت الخطية إلي العالم بالجسد، وملك الموت بالخطية علي جميع الناس، لكن دينت الخطية بذات الجسد في شبهه (شبه جسد الخطية)، فقد غُلبت الخطية، وطرد الموت من سلطانه، ونُزع الفساد بدفن الجسد وظهور بكر القيامة، وبدأ أساس البرّ في العالم بالإيمان، والكرازة بملكوت السموات بين البشر، وقيام الصداقة بين الله والناس (تفسير رسالة رومية للقمص تادرس يعقوب ملطي ص107).
    (لقد دخلت الخطية إلي العالم بالجسد) أى من خلال التزاوج الجسدى دخلت الخطية إلى العالم أى إلى جميع الناس، ولذلك يقول المرنم:"هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" (مز 5:51)، أى أن أمى حبلت بى أو ولدتنى بالخطية الأصلية التى بها صُوِرْت فى أحشائها.

    القديس أثناسيوس الرسولي [325-373م]
    يقول القديس أثناسيوس الرسولي: {المسيح قدم ذبيحة نفسه أيضاً نيابة عن الجميع إذ سلَّم هيكله للموت عوضاً عن الجميع لكى يحرر البشر من معصيتهم الأصلية} (تجسد الكلمة فصل 20 فقرة 2)
    ويقول أيضًا: {وما هو هذا السبب إلا أن يكون الذى كان فى صورة الله وهو إبن لأب نبيل، وأذل نفسه وصار بدلاً منا ولأجلنا؟ فلو لم يكن الرب قد صار إنسانًا، لما كان فى وسعنا أن نُفتَدَى (نتحرر) من الخطيئة وأن نقوم من بين الأموات} (المقالة الأولى ضد الأريوسيين: فقرة 43).
    ويقول: {لأن آدم حينما تعدى بلغت خطيته إلى كل إنسان، وحينما صار الكلمة إنساناً هزم الحية، وبلغت قوته العظمى إلى كل البشر} (المقالة الأولى ضد الأريوسيين: فقرة 51)، فيقول بلغت خطيته إلى كل إنسان، وليس بلغ موت خطيته أو فساد خطيته إلى كل إنسان.

    القديس إمبروسيوس [340-397م]
    ويقول القديس إمبروسيوس: {في آدم سقطت أنا، وفيه طُردت من الفردوس، وفيه مت، فكيف يردني الرب إلا بأن يجدني في آدم مذنبًا، إذ كنت هكذا، أما الآن ففي المسيح أتبرر أنا(تفسير رسالة رومية للقمص تادرس يعقوب ملطي ص106).
    (فى آدم سقطت أنا) أى فى آدم سقطت فى الخطية. ولو كانت هذه العبارة تعنى السقوط فى الموت، ما كان قال بعدها وفيه مت.
    ويقول أيضًا: {ليس حبل بلا خطية، حيث لا يوجد والدان لم يسقطا(تفسير المزمور 51 للقمص تادرس يعقوب ملطي).

    القديس يوحنا ذهبي الفم [370-407م]
    القديس ذهبى الفم يؤكد أن النعمة التى صارت بيسوع المسيح قادرة أن تمحو الخطية الأصلية والخطايا الفعلية، منها فيقول:
    {بينما نجد أن النعمة قادرة على أن تمحو ليس فقط خطية واحدة بل وتلك الخطايا التى ظهرت بعد الخطية الأولى ... ولكى لا تعتقد أن عندما تسمع اسم آدم أن ما مُحِىَّ هو فقط الخطية الأولى التى اقترفها آدم} (تفسير رسالة رومية عظة 11).
    ويقول أيضًا:
    {وأن الخطية الأولى ليس هى فقط التى مُحِيَتْ بل وكل الخطايا الأخرى ... ثم دلل على أنه ليست الخطية الأولى فقط هى التى مُحِيَتْ بواسطة النعمة بل جميع الخطايا الأخرى} (تفسير رسالة رومية عظة 11).
    إذن فالرب يسوع له المجد والسجود بنعمته قد حررنا من الخطية الأصلية والخطايا الفعلية.

    القديس أغسطينوس [354-430م]
    ويقول القديس أغسطينوس: {هل وُلد داود من زنا، وقد ولد من الرجل البار يسى (1 صم 16: 18) ومن زوجته؟! ماذا يعني: "بالإثم حبل بي" إلاَّ أن الإثم قد انحدر من آدم...!} (تفسير المزمور 51 للقمص تادرس يعقوب ملطي).

    القديس كيرلس عمود الدين [375-444م]
    عن طريق الأكل نحن كنا مهزومين في آدم، فيقول القديس كيرلس عمود الدين: {طبيعة الإنسان في المسيح [الطبيعة الناسوتية في المسيح] حرة من أخطاء شراهة آدم، عن طريق الأكل نحن كنا مهزومين في آدم، وبواسطة التقشف [الصوم] أنتصرنا في المسيح.} (العظة 12- أ، فى شرح إنجيل القديس لوقا).
    فبالأكل من الشجرة صرنا مهزومين في آدم وهذا يؤكد أننا كلنا أخطأنا في آدم.
    ويقول أيضًا: {حوّلوا أذهانكم إلى آدم القديم وفى الأول وأصل الجنس إحسبوا البشرية كلها كأنها فيه} (العبادة بالروح والحق: الكتاب الثاني PG 68, 244).

    (3)
    أقوال آباء معاصرين من القرن العشرين

    [أ] مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
    وفى هذا يقول مثلث الرحمات البابا شنودة على الآية "لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ" (1كو 22:15): {نحن جميعاً كنا فى صُلب آدم حين أخطأ، لذلك فإن حكم الموت قد صدر ضد كل خلية فى آدم بما فى ذلك الخلايا التى جئنا نحن منها فصرنا تحت حكم الموت نفسه}.
    وبالنسبة لعبارة (كنا فى صُلب آدم حين أخطأ) فهذا تعلمناه من بولس رسول العطر حين قال أن سبط لاوى كله كان فى صُلب إبراهيم أب الآباء حين قدَّم العشور لملكى صادق: "إِنَّ لاَوِي أَيْضاً الآخِذَ الأَعْشَارَ قَدْ عُشِّرَ بِإِبْرَاهِيمَ! لأَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادِقَ" (عب١٠،٩:٧)، أي أن سبط لاوى كله فعل الفعل (تقديم العشور) حين كان فى صلب أبيه حين فعل الفعل (تقديم العشور)، وهكذا أيضًا كلنا أخطأنا نفس خطية آدم حين كنا فى صلب آدم حينما أخطأها.

    [ب] البابا تواضروس الثاني
    يؤكد البابا تواضروس الثانى وراثتنا لخطية آدم فيقول: {... والكنيسة علمتنا وبنعيش فيها أن الخطية اللى ورثها الإنسان من آدم لا تمحى إلا من خلال المعمودية نيجى نتعمد تغفر الخطية الجدية ونتولد ولادة جديدة وناخد الثوب الأبيض الجميل اللى بنلبسه فى المعمودية تعبير عن الحياة النقية الجديدة ...} كان ذلك فى (عظة باركى يا نفسى الرب - 14/1/2016 بكنيسة الملاك بنقادة بالأقصر).

    [ج] المتنيح نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوي
    فى الآية "فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ" (رو 17:8)، يقول نيافة الأنبا بيشوى مطران كرسى دمياط ورئيس دير القديسة دميانة برارى بلقاس: {فإن تجاسر أحد ونقض فكرة وراثة الخطية الأصلية؛ فإنه دون أن يدرى ينفى إمكانية وراثة بر المسيح لأن آدم هو أصل الجنس البشرى القديم وصار السيد المسيح هو أصل المفديين الذى "مِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ" (يو1: 16) … أما ما يؤكّد وراثة خطيئة الطبيعة التى لآدم فهو قول معلمنا بولس الرسول: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ" (رو5: 12)}.
    [لاحظ] الموت إجتاز إلى الجميع حين أخطأ الجميع خطية آدم، الذى به دخلت الخطية إلى كل العالم كله وورثناها. ولما يقول الكتاب: أخطأ الجميع أى جميع الناس، بما فيهم الأطفال حديثى الولادة الذين لم يخطئوا بفعلهم. هل يمكن استثنائهم من الجميع؟ بالطبع لا، وحاشا للوحى أن يخطئ.

    [د] القمص يوحنا سلامة المحرقي [1878-1960م]
    ويقول القمص يوحنا سلامة فى كتابه (اللآلئ النفيسة ص٢٦ فى أسباب معمودية الأطفال) {رابعًا: لأن الأطفال مولودون بالآثام (مز ٥:٥١) وملوثون بمعصية آدم ولذا يحتاجون إلى التطهير من الخطية وهو لا يكون إلا بالمعموية كما قال القديس بطرس (أع ٣٨:٢)}.

    [هـ] القمص تادرس يعقوب ملطي (أدام الله حياته)
    فيقول القمص تادرس يعقوب ملطي فى تفسير هذه الآية: {لقد أخبرنا عن تقوى أمه فى مزمور 86: "الْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي. أَعْطِ عَبْدَكَ قُوَّتَكَ، وَخَلِّصِ ابْنَ أَمَتِكَ" (مز 16:86) وفى مزمور 116: "آهِ يَا رَبُّ، لأَنِّي عَبْدُكَ! أَنَا عَبْدُكَ ابْنُ أَمَتِكَ" (مز 16:116)، إنما يتحدث هنا عن الخطية الأصلية، معترفًا إنه قد وُلد في العالم ببذور الإثم.}

    ثالثًا: من قرارات المجامع التى تقرها كنيستنا

    ورد فى قرارات مجمع قرطاجنة عام 418م فى القانون 2 [إن قال أى إنسان أن الأطفال حديثى الولادة لا يحتاجون إلى معمودية، أو أنهم يجب أن يعتمدوا لغفران الخطايا، لكن ليست فيهم "أية خطية أصلية موروثة" من آدم لابد أن تغسل بحميم الميلاد الجديد، وفى حالتهم هذه لا تؤخذ صيغة المعمودية أنها "لغفران الخطايا" بطريقة حرفية، إنما بطريقة رمزية، فليكن محروماً؛ لأنه وفقاً لـ(رو 12:5) اجتازت خطية آدم إلى الجميع.]

    فقد قرر مجمع قرطاجنة وحتم على عماد الأطفال بقوله: [من ينكر أن المعتمدين من الأولاد الصغار المولودين حديثًا من بطون أمهاتهم يعمدون لمغفرة الخطايا أو يعترف بذلك ولكنه يزعم أنهم لم يشتركوا بشئ من الخطية الجدية المحتاجة إلى التطهير بحميم الميلاد الثانى … ليكن مفروزًا ق١٢٤ لأن عبارة الرسول القائلة " … بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا إجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع رو ١٢:٥ لايجب أن تُفهم بمعنى آخر إلا كما فهمتها الكنيسة الأرثوذكسية - أعنى أن الأطفال أيضًا لا يستطيعون أن يرتكبوا بذواتهم خطية من الخطايا يعمدون على قانون الإيمان القائل نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا ق١٢١]
    فمن الواضح فى هذا النص أننا لم نرث فقط حكم الموت بل ورثنا الخطية أى طبيعة الخطية أو خطية الطبيعة لذلك يقول "دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ" (رو 12:5) ولم يقل "دخل الموت إلى العالم". فلا ينبغى أن نقول أننا ورثنا فقط نتائج الخطية.

    ونسأل: حين يقول الرسول: "كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ" ما الخطية التى دخلت إلى العالم؟!! أليست خطية آدم وما العالم الذى دخلته هذه الخطية؟!! هل هناك عالم غير عالمنا؟!! وكيف دخلت إلى العالم خطية آدم؟!! أليس بالتناسل ووراثتنا لها؟!! ومن خلال خطيتنا التى ورثناها عن آدم صار الموت لجميعنا؟!

    رابعًا: ومن الصلوات الطقسية أيضًا

    [أ] الخولاجي المقدس

    يقول الكاهن في أوشية الراقدين:
    [... فإنه ليس أحدٌ طاهرًا من دنس ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض ...]

    صحيح
    أنه يقول الكاهن فى صلاة الصلح الباسيلي:
    [يا الله العظيم الأبدى الذى جبل الإنسان على غير فساد]
    وأيضًا: [والموت الذى دخل إلى العالم بحسد إبليس هدمته] إلا أننا لم نرث الموت وفساد الطبيعة فقط، بل ورثنا أيضًا الخطية الأصلية المسببة لها.

    إلا أنه في آجيوس في القداس الباسيلييقول القديس باسيليوس بصيغة المتكلمين عن سقوط آدم وكأننا الذين سقطنا كلنا، يصلي الكاهن:
    [... وعندما خالفنا وصيتك بغواية الحية (من الذى خالف الوصية بغواية الحية؟ نحن) سقطنا من الحياة الأبدية (من الذى سقط بخطيته من الحياة الأبدية؟ نحن) ونفينا من فردوس النعيم (من الذى نفى من فردوس النعيم؟ نحن) ...]
    فهل آدم الذى خالف الوصية وسقط ونفى من الفردوس أم نحن؟ فإن كان آدم، فلماذا فى القداس ننسب ما فعله كأننا عملناه؟

    والقديس ساويرس الأنطاكي في صلاة الصلح الغريغورييقول الكاهن:
    [... كونت الإنسان وجعلته فى فردوس النعيم، وعندما سقط بغواية العدو ومخالفة وصيتك المقدسة، وأردت أن تجدده وترده إلى رتبته الأولى ...]
    من الإنسان الذى أراد الله أن يجدده ويرده لرتبته الأولى؟
    آدم الذى مات من آلاف السنين أم نحن؟
    إن قلنا آدم هو الذى خَلَّصَه السيد المسيح من خطيته بصلبه وجدده ورده لرتبته الأولى، إذن فهو لم يُخَلّصنا نحن ولا جدد طبيعتنا ولا ردنا نحن لرتبتنا الأولى، لأن آدم هو الذى أخطأ خطيته وليس نحن. وإن قلنا نحن الذين خَلَّصَنا السيد بموته وجددنا وردنا لرتبتنا الأولى فى الفردوس، فنكون كنا فى صلبه حين خُلق وجُعِل فى الفردوس، وكنا فيه حين سقط وأخطأ فأخطأنا معه وخالفنا الوصية معه أيضًا. لأن القديس غريغوريوس يقول كونت الإنسان عمومًا وليس آدم فقط.
    ثم يكمل الكاهن في صلاة الصلح الغريغوري:
    [.. والحاجز المتوسط نقضته والعداوة القديمة هدمتها ..].
    وسؤالنا: ما هي هذه العداوة القديمة؟!!
    وإن كانت هذه العداوة القديمة لآدم فقط والرب يسوع هدمها له، فما علاقة هذا بخلاصنا نحن لكي يصليها الكاهن نيابة عن الشعب؟!!
    لقد كانت هناك عداوة قديمة بين الله وكل بني آدم، من يوم أن عصى أبواهم الأولين آدم وحواء المعصية الأولى وأكلا من الشجرة. ولماذا يعاديني الله، إن لم أكن قد عملت المعصية الأصلية فعلاً حين كنت في صلب آدم أبي؟

    وأيضًا في آجيوس في القداس الغريغورى يقول الكاهن بصيغة المتكلم أنا كأنه هو آدم:
    [وفتحت لى الفردوس لأتنعم، وأعطيتنى علم معرفتك، أظهرت لى شجرة الحياة، وعرفتنى شوكة الموت،(مع أن آدم هو الذى حدث معه هذا وليس الكاهن أو المصلى)غرس واحد نهيتنى أن آكل منه، فأكلت بإرادتى وتركت عنى ناموسك برأيى،(فهل أنا الذى أكل بإرادته أم آدم؟ وهل أنا الذى تركت ناموس الله برأيى وللا آدم؟)وتكاسلت عن وصاياك، أنا اختطفت لى قضيت الموت.] يعلمنا القديس غريغوريوس أننا الذين كنا نتنعم فى الفردوس، وأن الله أظهر لنا شجرة الحياة وعرفنا شوكة الموت وأن هناك غرس واحد نهانا نحن عن الأكل منه وليس آدم، وأننا نحن الذين تكاسلنا ونحن الذين إختطفنا وسببنا لأنفسنا قضية الموت وليس آدم.

    وأيضًا من صلاة الصلح في القداس الكيرلسي يقول الكاهن:
    [... لأنك أنت العارف كخالق جبلتنا أنه ليس مولود إمرأة يتزكى أمامك ...] (إقتباس من صلاح الصلح الكيرلسي)

    [ب] صلوات المعمودية المقدسة
    أما المعمودية فتحوي عبارات كثيرة تقول أنها لمغفرة الخطايا، إلا أنه هناك عبارات تتكلم على الخطيئة وليس الخطايا بصفة عامة، سنذكرها في حينها:

    + {.. وعند حلول روحك القدوس عليه، هبه بركة الأردن آمين. أعطه قوة ليصير ماءًا محييًا آمين. ماءًا طاهرًا آمين. ماء يطهر الخطايا آمين. ..} (آجيوس قداس المعمودية).
    + {.. ويقفوا أمامك على منبر المسيح وينالوا الإكليل السمائي وغفران خطاياهم ..} (آجيوس قداس المعمودية).
    + {.. فليستحقوا حميم الميلاد الجديد لغفران خطاياهم ..} (أوشية الموعوظين).
    +{.. أنعم عليهم بغفران خطاياهم. وإمنحهم أن يدركوا الشفاء من الخطيئة المهلكة ..} (صلاة قبل المسح بدهن الموعظة).
    ما هيَّ الخطيئة المهلكة التي ذُكِرَت بمعزل عن الخطايا الأخرى هنا؟!!!
    + {.. تفضل يارب أن تنعم عليهم بالنمو في الإيمان وغفران الخطايا ..} (صلاة بعد المسح بدهن الموعظة).
    + {.. لكي تجعلهم أهلاً أن يفوزا بالنعمة التي تقدموا إليها، ويطهروا من الخطيئة التي في العالم ويعتقوا من عبودية الفساد ..} (صلاة بعد السؤال عن إسم المُعَمَّدين).
    هنا ما هيَّ الخطية التي في العالم ويعقبها مباشرة العتق من عبودية الفساد؟!!!
    + {.. وهب لهم خلاصًا أبديًا، أولدهم مرة أخرى بحميم الميلاد الجديد ومغفرة خطاياهم ..} (صلاة قبل جحد الشيطان).
    ما هو الخلاص الأبدي هنا الذي نطلبه للمُعَمَّدْ، سوى الخلاص الذي تم في الصليب بموت رب المجد عنا، وبه غفرت خطية آدم الأصلية؟!!!
    + {.. وليستحقوا حميم الميلاد الجديد، واللباس غير الفاسد، وغفران الخطايا} (صلاة قبل المسح بدهن الفرح "الغليلاون").
    + {.. أيها الأزلي السيد الرب الإله الذي جبل الإنسان كصورته ومثاله، الذي أعطاه سلطان الحياة الدائمة، ثم لما سقط في الخطيئة لم تتركه، بل دبرت خلاص العالم بتأنس ابنك الوحيد ربنا يسوع المسيح، أنت يارب أنقذ أيضًا جبلتك هؤلاء من عبودية العدو. إقبلهم في ملكوتك ..} (الصلاة التي قبل التعميد مباشرة).

    والسؤال هنا:
    لماذا قبل التغطيس مباشرة يتلو الكاهن قصة الخلق للإنسان عمومًا وليس آدم، وسقوطه في الخطيئة الجدية الأصلية، وتدبير الخلاص بتجسد ابن الله الوحيد؟!!!
    أليس لأن الطفل الذي يعتمد سقط في الخطية الأصلية التي لآدم، وسيخلص منها بالمعمودية مدفونًا مع السيد المسيح ومُقامًا معه؟!!!
    فطبعًا مغفرة الخطايا مقصود بها خطية آدم الأصلية وباقي الخطايا الفعلية التي عملها الإنسان قبل المعمودية.
    ولكن هل الأطفال لهم خطايا فعلوها يعتمدون لأجلها؟!!!
    إن كان لا، فبالتأكيد المقصود بكل هذه العبارات في صلوات المعمودية خطاياهم التي أخطأوها في آدم.

    [ج] صلوات السواعى (الأچبية) التي تُصَلى كل يوم

    القطعة الأولى من صلاة الساعة السادسة
    تقول: {يا من فى اليوم السادس وفى وقت الساعة السادسة سُمِرْتَ على الصليب من أجل الخطية التى تجرأ عليها أبونا آدم فى الفردوس، فالسيد المسيح صلب لأجل خطية آدم التى ورثناها مزق صك خطايانا أيها المسيح إلهنا ونجنا}
    هذا الصك هو صك الخطية الجدية والخطايا الفعلية والذى ذكره بولس الرسول فى (كو 14:2) هذا الصك هو صك خطايانا الذى مزقه السيد على الصليب.

    وهنا توجد أسئلة مهمة لابد من الإجابة عليها، وهى: 1) هل الثلاث آلاف نفس الذين اعتمدوا فى يوم العنصرة لم يكن فيهم أطفال؟ 2) لما قال وحي الروح القدس:"حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ" (أع 44:10). ما معنى كلمة جميع، وهل لم يكن هناك أطفال في عائلة كرنيليوس وأصدقائه حينما اعتمدوا على يد بطرس فحسبوا مع الجميع في (أع 44:10-48)؟ 3) هل لم يكن هناك أطفال في عائلة ليديا في (أع 15:16) حينما اعتمدوا على يد بولس؟ 4) هل لم يكن هناك أطفال في أسرة سجان فيلبى والذين له حينما اعتمدوا؟ وما معنى كلمة أجمعون حين قال الوحي:"وَاعْتَمَدَ فِي الْحَالِ هُوَ وَالَّذِينَ لَهُ أَجْمَعُونَ" (أع 33:16)؟ 5) هل هل لم يكن هناك أطفال لما اعتمد كريسبس رئيس المجمع هو وأهل بيته وكثير من الكرونثيين؟ "آمَنَ بِالرَّبِّ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ" (أع 8:18). 6) ما هى الخطايا التى تغفر لأطفال الأربعين والثمانين يومًا؟ هل عمَّد الرسل الأطفال فى القرن الأول لتُغْفَر لهم خطايا لم يفعلوها؟ من هذا نستنتج بالفعل كانت هناك عقيدة راسخة من القرن الأول من العصر الرسولى تقول بوراثة المعصية الأولى؟ (2) تصريح الوحي المقدس بأنه ليس أحد بلا خطية يقول بولس الرسول لأهل رومية: "فَمَاذَا إِذًا؟ أَنَحْنُ أَفْضَلُ؟ كَلاَ الْبَتَّةَ! لأَنَّنَا قَدْ شَكَوْنَا أَنَّ الْيَهُودَ وَالْيُونَانِيِّينَ أَجْمَعِينَ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ" (رو 9:3-12). ويقول أيضًا لأهل غلاطية: "لكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ" (غل 22:3). ويقول لأهل أفسس: "الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا" (أف 3:2)، أى أننا قبل المسيحية (بحسب الطبيعة البشرية الساقطة) كنا أبناء المعصية (المعصية الأولى) كباقى الأمم، ولذا أصبحنا أبناء الغضب بخطيتنا التى ورثناها عن أبينا آدم وأمنا حواء. (3) أما الآية التى تشرح هذا الأمر صراحةً وتقول بوراثتنا للخطية الأصلية وكيف دخلت إلى العالم، توضحها الآية: "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ ... لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ اللهِ، وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ! ... لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ! فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هكَذَا بِبِرّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا" (رو 12:5-19)، وسوف نتناولها من خلال تفسير الآباء لها فيما بعد. ثانيًا: أقوال الآباء (1) معمودية الأطفال في فكر الآباء [أ] القديس إيريناؤس [140-220م] يقول: {إن يسوع المسيح أتى لكى يخلص جميع البشر أعنى الذين ولدوا ثانية سواء كانوا أطفالاً (لم يخطئوا) أو شبابًا أو شيوخ (الروح القدس بين الميلاد والتجديد المستمر للقمص تادرس يعقوب ملطي ص94) والسؤال هنا الخلاص يكون من ماذا؟ أليس الخطية، أم جاء المسيح ليخلصنا من ماذا؟ وهل الأطفال لهم خطية؟ وهل لما قال الرسول إذ أخطأ الجميع كان الأطفال أيضًا من الجميع أم أن الجميع لم يجمعهم لأنهم بلا خطية؟ [ب] العلامة أوريجانوس [185-254م] يقول: {أن الكنيسة تسلمت من الرسل تقليد عماد الأطفال أيضًا فالأطفال يعمدون لمغفرة الخطايا ليغتسلوا من الوسخ الجَدِّى بسر المعمودية[تفسير رو 9:5 مقال14 مقال8]} (القديس كيرلس الأورشليمي للقمص تادرس يعقوب ص16). [ج] القديس أغسطينوس [354-430م] يفسر قول القديس بولس الرسول:"لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ” (رو 5: 16) وذلك فى دفاعه عن أهمية المعمودية للأطفال فيقول: {من هذا نستخلص أننا من آدم، الذى فيه أخطأنا جميعًا، ليس كل خطايانا الفعلية، إنما الخطية الأصلية فقط؛ أما من المسيح الذى فيه تبررنا جميعًا فقد نلنا الغفران ليس فقط الخاص بالخطية الأصلية، لكن الخاص ببقية خطايانا التى أضفناها أيضًا} ( ويقول أيضًا: {حتى الأطفال الذين لا يخطئون في حياتهم الشخصية إنما حسب الجنس البشري العالم يكسرون عهد الله، إذ أخطأ الكل في واحد (تفسير رسالة رومية للقمص تادرس يعقوب ملطي ص107) (2) الخطية الأصلية في فكر الآباء القديس غريغوريوس العجائبي [233-270م] ويقول القديس غريغوريوس العجائبي: {لقد دخلت الخطية إلي العالم بالجسد، وملك الموت بالخطية علي جميع الناس، لكن دينت الخطية بذات الجسد في شبهه (شبه جسد الخطية)، فقد غُلبت الخطية، وطرد الموت من سلطانه، ونُزع الفساد بدفن الجسد وظهور بكر القيامة، وبدأ أساس البرّ في العالم بالإيمان، والكرازة بملكوت السموات بين البشر، وقيام الصداقة بين الله والناس (تفسير رسالة رومية للقمص تادرس يعقوب ملطي ص107). (لقد دخلت الخطية إلي العالم بالجسد) أى من خلال التزاوج الجسدى دخلت الخطية إلى العالم أى إلى جميع الناس، ولذلك يقول المرنم:"هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" (مز 5:51)، أى أن أمى حبلت بى أو ولدتنى بالخطية الأصلية التى بها صُوِرْت فى أحشائها. القديس أثناسيوس الرسولي [325-373م] يقول القديس أثناسيوس الرسولي: {المسيح قدم ذبيحة نفسه أيضاً نيابة عن الجميع إذ سلَّم هيكله للموت عوضاً عن الجميع لكى يحرر البشر من معصيتهم الأصلية} (تجسد الكلمة فصل 20 فقرة 2) ويقول أيضًا: {وما هو هذا السبب إلا أن يكون الذى كان فى صورة الله وهو إبن لأب نبيل، وأذل نفسه وصار بدلاً منا ولأجلنا؟ فلو لم يكن الرب قد صار إنسانًا، لما كان فى وسعنا أن نُفتَدَى (نتحرر) من الخطيئة وأن نقوم من بين الأموات} (المقالة الأولى ضد الأريوسيين: فقرة 43). ويقول: {لأن آدم حينما تعدى بلغت خطيته إلى كل إنسان، وحينما صار الكلمة إنساناً هزم الحية، وبلغت قوته العظمى إلى كل البشر} (المقالة الأولى ضد الأريوسيين: فقرة 51)، فيقول بلغت خطيته إلى كل إنسان، وليس بلغ موت خطيته أو فساد خطيته إلى كل إنسان. القديس إمبروسيوس [340-397م] ويقول القديس إمبروسيوس: {في آدم سقطت أنا، وفيه طُردت من الفردوس، وفيه مت، فكيف يردني الرب إلا بأن يجدني في آدم مذنبًا، إذ كنت هكذا، أما الآن ففي المسيح أتبرر أنا(تفسير رسالة رومية للقمص تادرس يعقوب ملطي ص106). (فى آدم سقطت أنا) أى فى آدم سقطت فى الخطية. ولو كانت هذه العبارة تعنى السقوط فى الموت، ما كان قال بعدها وفيه مت. ويقول أيضًا: {ليس حبل بلا خطية، حيث لا يوجد والدان لم يسقطا(تفسير المزمور 51 للقمص تادرس يعقوب ملطي). القديس يوحنا ذهبي الفم [370-407م] القديس ذهبى الفم يؤكد أن النعمة التى صارت بيسوع المسيح قادرة أن تمحو الخطية الأصلية والخطايا الفعلية، منها فيقول: {بينما نجد أن النعمة قادرة على أن تمحو ليس فقط خطية واحدة بل وتلك الخطايا التى ظهرت بعد الخطية الأولى ... ولكى لا تعتقد أن عندما تسمع اسم آدم أن ما مُحِىَّ هو فقط الخطية الأولى التى اقترفها آدم} (تفسير رسالة رومية عظة 11). ويقول أيضًا: {وأن الخطية الأولى ليس هى فقط التى مُحِيَتْ بل وكل الخطايا الأخرى ... ثم دلل على أنه ليست الخطية الأولى فقط هى التى مُحِيَتْ بواسطة النعمة بل جميع الخطايا الأخرى} (تفسير رسالة رومية عظة 11). إذن فالرب يسوع له المجد والسجود بنعمته قد حررنا من الخطية الأصلية والخطايا الفعلية. القديس أغسطينوس [354-430م] ويقول القديس أغسطينوس: {هل وُلد داود من زنا، وقد ولد من الرجل البار يسى (1 صم 16: 18) ومن زوجته؟! ماذا يعني: "بالإثم حبل بي" إلاَّ أن الإثم قد انحدر من آدم...!} (تفسير المزمور 51 للقمص تادرس يعقوب ملطي). القديس كيرلس عمود الدين [375-444م] عن طريق الأكل نحن كنا مهزومين في آدم، فيقول القديس كيرلس عمود الدين: {طبيعة الإنسان في المسيح [الطبيعة الناسوتية في المسيح] حرة من أخطاء شراهة آدم، عن طريق الأكل نحن كنا مهزومين في آدم، وبواسطة التقشف [الصوم] أنتصرنا في المسيح.} (العظة 12- أ، فى شرح إنجيل القديس لوقا). فبالأكل من الشجرة صرنا مهزومين في آدم وهذا يؤكد أننا كلنا أخطأنا في آدم. ويقول أيضًا: {حوّلوا أذهانكم إلى آدم القديم وفى الأول وأصل الجنس إحسبوا البشرية كلها كأنها فيه} (العبادة بالروح والحق: الكتاب الثاني PG 68, 244). (3) أقوال آباء معاصرين من القرن العشرين [أ] مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث وفى هذا يقول مثلث الرحمات البابا شنودة على الآية "لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ" (1كو 22:15): {نحن جميعاً كنا فى صُلب آدم حين أخطأ، لذلك فإن حكم الموت قد صدر ضد كل خلية فى آدم بما فى ذلك الخلايا التى جئنا نحن منها فصرنا تحت حكم الموت نفسه}. وبالنسبة لعبارة (كنا فى صُلب آدم حين أخطأ) فهذا تعلمناه من بولس رسول العطر حين قال أن سبط لاوى كله كان فى صُلب إبراهيم أب الآباء حين قدَّم العشور لملكى صادق: "إِنَّ لاَوِي أَيْضاً الآخِذَ الأَعْشَارَ قَدْ عُشِّرَ بِإِبْرَاهِيمَ! لأَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادِقَ" (عب١٠،٩:٧)، أي أن سبط لاوى كله فعل الفعل (تقديم العشور) حين كان فى صلب أبيه حين فعل الفعل (تقديم العشور)، وهكذا أيضًا كلنا أخطأنا نفس خطية آدم حين كنا فى صلب آدم حينما أخطأها. [ب] البابا تواضروس الثاني يؤكد البابا تواضروس الثانى وراثتنا لخطية آدم فيقول: {... والكنيسة علمتنا وبنعيش فيها أن الخطية اللى ورثها الإنسان من آدم لا تمحى إلا من خلال المعمودية نيجى نتعمد تغفر الخطية الجدية ونتولد ولادة جديدة وناخد الثوب الأبيض الجميل اللى بنلبسه فى المعمودية تعبير عن الحياة النقية الجديدة ...} كان ذلك فى (عظة باركى يا نفسى الرب - 14/1/2016 بكنيسة الملاك بنقادة بالأقصر). [ج] المتنيح نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوي فى الآية "فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ" (رو 17:8)، يقول نيافة الأنبا بيشوى مطران كرسى دمياط ورئيس دير القديسة دميانة برارى بلقاس: {فإن تجاسر أحد ونقض فكرة وراثة الخطية الأصلية؛ فإنه دون أن يدرى ينفى إمكانية وراثة بر المسيح لأن آدم هو أصل الجنس البشرى القديم وصار السيد المسيح هو أصل المفديين الذى "مِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ" (يو1: 16) … أما ما يؤكّد وراثة خطيئة الطبيعة التى لآدم فهو قول معلمنا بولس الرسول: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ" (رو5: 12)}. [لاحظ] الموت إجتاز إلى الجميع حين أخطأ الجميع خطية آدم، الذى به دخلت الخطية إلى كل العالم كله وورثناها. ولما يقول الكتاب: أخطأ الجميع أى جميع الناس، بما فيهم الأطفال حديثى الولادة الذين لم يخطئوا بفعلهم. هل يمكن استثنائهم من الجميع؟ بالطبع لا، وحاشا للوحى أن يخطئ. [د] القمص يوحنا سلامة المحرقي [1878-1960م] ويقول القمص يوحنا سلامة فى كتابه (اللآلئ النفيسة ص٢٦ فى أسباب معمودية الأطفال) {رابعًا: لأن الأطفال مولودون بالآثام (مز ٥:٥١) وملوثون بمعصية آدم ولذا يحتاجون إلى التطهير من الخطية وهو لا يكون إلا بالمعموية كما قال القديس بطرس (أع ٣٨:٢)}. [هـ] القمص تادرس يعقوب ملطي (أدام الله حياته) فيقول القمص تادرس يعقوب ملطي فى تفسير هذه الآية: {لقد أخبرنا عن تقوى أمه فى مزمور 86: "الْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي. أَعْطِ عَبْدَكَ قُوَّتَكَ، وَخَلِّصِ ابْنَ أَمَتِكَ" (مز 16:86) وفى مزمور 116: "آهِ يَا رَبُّ، لأَنِّي عَبْدُكَ! أَنَا عَبْدُكَ ابْنُ أَمَتِكَ" (مز 16:116)، إنما يتحدث هنا عن الخطية الأصلية، معترفًا إنه قد وُلد في العالم ببذور الإثم.} ثالثًا: من قرارات المجامع التى تقرها كنيستنا ورد فى قرارات مجمع قرطاجنة عام 418م فى القانون 2 [إن قال أى إنسان أن الأطفال حديثى الولادة لا يحتاجون إلى معمودية، أو أنهم يجب أن يعتمدوا لغفران الخطايا، لكن ليست فيهم "أية خطية أصلية موروثة" من آدم لابد أن تغسل بحميم الميلاد الجديد، وفى حالتهم هذه لا تؤخذ صيغة المعمودية أنها "لغفران الخطايا" بطريقة حرفية، إنما بطريقة رمزية، فليكن محروماً؛ لأنه وفقاً لـ(رو 12:5) اجتازت خطية آدم إلى الجميع.] فقد قرر مجمع قرطاجنة وحتم على عماد الأطفال بقوله: [من ينكر أن المعتمدين من الأولاد الصغار المولودين حديثًا من بطون أمهاتهم يعمدون لمغفرة الخطايا أو يعترف بذلك ولكنه يزعم أنهم لم يشتركوا بشئ من الخطية الجدية المحتاجة إلى التطهير بحميم الميلاد الثانى … ليكن مفروزًا ق١٢٤ لأن عبارة الرسول القائلة " … بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا إجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع رو ١٢:٥ لايجب أن تُفهم بمعنى آخر إلا كما فهمتها الكنيسة الأرثوذكسية - أعنى أن الأطفال أيضًا لا يستطيعون أن يرتكبوا بذواتهم خطية من الخطايا يعمدون على قانون الإيمان القائل نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا ق١٢١] فمن الواضح فى هذا النص أننا لم نرث فقط حكم الموت بل ورثنا الخطية أى طبيعة الخطية أو خطية الطبيعة لذلك يقول "دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ" (رو 12:5) ولم يقل "دخل الموت إلى العالم". فلا ينبغى أن نقول أننا ورثنا فقط نتائج الخطية. ونسأل: حين يقول الرسول: "كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ" ما الخطية التى دخلت إلى العالم؟!! أليست خطية آدم وما العالم الذى دخلته هذه الخطية؟!! هل هناك عالم غير عالمنا؟!! وكيف دخلت إلى العالم خطية آدم؟!! أليس بالتناسل ووراثتنا لها؟!! ومن خلال خطيتنا التى ورثناها عن آدم صار الموت لجميعنا؟! رابعًا: ومن الصلوات الطقسية أيضًا [أ] الخولاجي المقدس يقول الكاهن في أوشية الراقدين: [... فإنه ليس أحدٌ طاهرًا من دنس ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض ...] صحيح أنه يقول الكاهن فى صلاة الصلح الباسيلي: [يا الله العظيم الأبدى الذى جبل الإنسان على غير فساد] وأيضًا: [والموت الذى دخل إلى العالم بحسد إبليس هدمته] إلا أننا لم نرث الموت وفساد الطبيعة فقط، بل ورثنا أيضًا الخطية الأصلية المسببة لها. إلا أنه في آجيوس في القداس الباسيلييقول القديس باسيليوس بصيغة المتكلمين عن سقوط آدم وكأننا الذين سقطنا كلنا، يصلي الكاهن: [... وعندما خالفنا وصيتك بغواية الحية (من الذى خالف الوصية بغواية الحية؟ نحن) سقطنا من الحياة الأبدية (من الذى سقط بخطيته من الحياة الأبدية؟ نحن) ونفينا من فردوس النعيم (من الذى نفى من فردوس النعيم؟ نحن) ...] فهل آدم الذى خالف الوصية وسقط ونفى من الفردوس أم نحن؟ فإن كان آدم، فلماذا فى القداس ننسب ما فعله كأننا عملناه؟ والقديس ساويرس الأنطاكي في صلاة الصلح الغريغورييقول الكاهن: [... كونت الإنسان وجعلته فى فردوس النعيم، وعندما سقط بغواية العدو ومخالفة وصيتك المقدسة، وأردت أن تجدده وترده إلى رتبته الأولى ...] من الإنسان الذى أراد الله أن يجدده ويرده لرتبته الأولى؟ آدم الذى مات من آلاف السنين أم نحن؟ إن قلنا آدم هو الذى خَلَّصَه السيد المسيح من خطيته بصلبه وجدده ورده لرتبته الأولى، إذن فهو لم يُخَلّصنا نحن ولا جدد طبيعتنا ولا ردنا نحن لرتبتنا الأولى، لأن آدم هو الذى أخطأ خطيته وليس نحن. وإن قلنا نحن الذين خَلَّصَنا السيد بموته وجددنا وردنا لرتبتنا الأولى فى الفردوس، فنكون كنا فى صلبه حين خُلق وجُعِل فى الفردوس، وكنا فيه حين سقط وأخطأ فأخطأنا معه وخالفنا الوصية معه أيضًا. لأن القديس غريغوريوس يقول كونت الإنسان عمومًا وليس آدم فقط. ثم يكمل الكاهن في صلاة الصلح الغريغوري: [.. والحاجز المتوسط نقضته والعداوة القديمة هدمتها ..]. وسؤالنا: ما هي هذه العداوة القديمة؟!! وإن كانت هذه العداوة القديمة لآدم فقط والرب يسوع هدمها له، فما علاقة هذا بخلاصنا نحن لكي يصليها الكاهن نيابة عن الشعب؟!! لقد كانت هناك عداوة قديمة بين الله وكل بني آدم، من يوم أن عصى أبواهم الأولين آدم وحواء المعصية الأولى وأكلا من الشجرة. ولماذا يعاديني الله، إن لم أكن قد عملت المعصية الأصلية فعلاً حين كنت في صلب آدم أبي؟ وأيضًا في آجيوس في القداس الغريغورى يقول الكاهن بصيغة المتكلم أنا كأنه هو آدم: [وفتحت لى الفردوس لأتنعم، وأعطيتنى علم معرفتك، أظهرت لى شجرة الحياة، وعرفتنى شوكة الموت،(مع أن آدم هو الذى حدث معه هذا وليس الكاهن أو المصلى)غرس واحد نهيتنى أن آكل منه، فأكلت بإرادتى وتركت عنى ناموسك برأيى،(فهل أنا الذى أكل بإرادته أم آدم؟ وهل أنا الذى تركت ناموس الله برأيى وللا آدم؟)وتكاسلت عن وصاياك، أنا اختطفت لى قضيت الموت.] يعلمنا القديس غريغوريوس أننا الذين كنا نتنعم فى الفردوس، وأن الله أظهر لنا شجرة الحياة وعرفنا شوكة الموت وأن هناك غرس واحد نهانا نحن عن الأكل منه وليس آدم، وأننا نحن الذين تكاسلنا ونحن الذين إختطفنا وسببنا لأنفسنا قضية الموت وليس آدم. وأيضًا من صلاة الصلح في القداس الكيرلسي يقول الكاهن: [... لأنك أنت العارف كخالق جبلتنا أنه ليس مولود إمرأة يتزكى أمامك ...] (إقتباس من صلاح الصلح الكيرلسي) [ب] صلوات المعمودية المقدسة أما المعمودية فتحوي عبارات كثيرة تقول أنها لمغفرة الخطايا، إلا أنه هناك عبارات تتكلم على الخطيئة وليس الخطايا بصفة عامة، سنذكرها في حينها: + {.. وعند حلول روحك القدوس عليه، هبه بركة الأردن آمين. أعطه قوة ليصير ماءًا محييًا آمين. ماءًا طاهرًا آمين. ماء يطهر الخطايا آمين. ..} (آجيوس قداس المعمودية). + {.. ويقفوا أمامك على منبر المسيح وينالوا الإكليل السمائي وغفران خطاياهم ..} (آجيوس قداس المعمودية). + {.. فليستحقوا حميم الميلاد الجديد لغفران خطاياهم ..} (أوشية الموعوظين). +{.. أنعم عليهم بغفران خطاياهم. وإمنحهم أن يدركوا الشفاء من الخطيئة المهلكة ..} (صلاة قبل المسح بدهن الموعظة). ما هيَّ الخطيئة المهلكة التي ذُكِرَت بمعزل عن الخطايا الأخرى هنا؟!!! + {.. تفضل يارب أن تنعم عليهم بالنمو في الإيمان وغفران الخطايا ..} (صلاة بعد المسح بدهن الموعظة). + {.. لكي تجعلهم أهلاً أن يفوزا بالنعمة التي تقدموا إليها، ويطهروا من الخطيئة التي في العالم ويعتقوا من عبودية الفساد ..} (صلاة بعد السؤال عن إسم المُعَمَّدين). هنا ما هيَّ الخطية التي في العالم ويعقبها مباشرة العتق من عبودية الفساد؟!!! + {.. وهب لهم خلاصًا أبديًا، أولدهم مرة أخرى بحميم الميلاد الجديد ومغفرة خطاياهم ..} (صلاة قبل جحد الشيطان). ما هو الخلاص الأبدي هنا الذي نطلبه للمُعَمَّدْ، سوى الخلاص الذي تم في الصليب بموت رب المجد عنا، وبه غفرت خطية آدم الأصلية؟!!! + {.. وليستحقوا حميم الميلاد الجديد، واللباس غير الفاسد، وغفران الخطايا} (صلاة قبل المسح بدهن الفرح "الغليلاون"). + {.. أيها الأزلي السيد الرب الإله الذي جبل الإنسان كصورته ومثاله، الذي أعطاه سلطان الحياة الدائمة، ثم لما سقط في الخطيئة لم تتركه، بل دبرت خلاص العالم بتأنس ابنك الوحيد ربنا يسوع المسيح، أنت يارب أنقذ أيضًا جبلتك هؤلاء من عبودية العدو. إقبلهم في ملكوتك ..} (الصلاة التي قبل التعميد مباشرة). والسؤال هنا: لماذا قبل التغطيس مباشرة يتلو الكاهن قصة الخلق للإنسان عمومًا وليس آدم، وسقوطه في الخطيئة الجدية الأصلية، وتدبير الخلاص بتجسد ابن الله الوحيد؟!!! أليس لأن الطفل الذي يعتمد سقط في الخطية الأصلية التي لآدم، وسيخلص منها بالمعمودية مدفونًا مع السيد المسيح ومُقامًا معه؟!!! فطبعًا مغفرة الخطايا مقصود بها خطية آدم الأصلية وباقي الخطايا الفعلية التي عملها الإنسان قبل المعمودية. ولكن هل الأطفال لهم خطايا فعلوها يعتمدون لأجلها؟!!! إن كان لا، فبالتأكيد المقصود بكل هذه العبارات في صلوات المعمودية خطاياهم التي أخطأوها في آدم. [ج] صلوات السواعى (الأچبية) التي تُصَلى كل يوم القطعة الأولى من صلاة الساعة السادسة تقول: {يا من فى اليوم السادس وفى وقت الساعة السادسة سُمِرْتَ على الصليب من أجل الخطية التى تجرأ عليها أبونا آدم فى الفردوس، فالسيد المسيح صلب لأجل خطية آدم التى ورثناها مزق صك خطايانا أيها المسيح إلهنا ونجنا} هذا الصك هو صك الخطية الجدية والخطايا الفعلية والذى ذكره بولس الرسول فى (كو 14:2) هذا الصك هو صك خطايانا الذى مزقه السيد على الصليب. القطعة الثانية من صلاة الساعة السادسة تقول: {يا يسوع المسيح إلهنا الذى سُمِرْتَ على الصليب فى الساعة السادسة، وقتلت الخطية بالخشبة، وأحييت اوهنا توجد أسئلة مهمة لابد من الإجابة عليها، وهى: 1) هل الثلاث آلاف نفس الذين اعتمدوا فى يوم العنصرة لم يكن فيهم أطفال؟ 2) لما قال وحي الروح القدس:"حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ" (أع 44:10). ما معنى كلمة جميع، وهل لم يكن هناك أطفال في عائلة كرنيليوس وأصدقائه حينما اعتمدوا على يد بطرس فحسبوا مع الجميع في (أع 44:10-48)؟ 3) هل لم يكن هناك أطفال في عائلة ليديا في (أع 15:16) حينما اعتمدوا على يد بولس؟ 4) هل لم يكن هناك أطفال في أسرة سجان فيلبى والذين له حينما اعتمدوا؟ وما معنى كلمة أجمعون حين قال الوحي:"وَاعْتَمَدَ فِي الْحَالِ هُوَ وَالَّذِينَ لَهُ أَجْمَعُونَ" (أع 33:16)؟ 5) هل هل لم يكن هناك أطفال لما اعتمد كريسبس رئيس المجمع هو وأهل بيته وكثير من الكرونثيين؟ "آمَنَ بِالرَّبِّ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ" (أع 8:18). 6) ما هى الخطايا التى تغفر لأطفال الأربعين والثمانين يومًا؟ هل عمَّد الرسل الأطفال فى القرن الأول لتُغْفَر لهم خطايا لم يفعلوها؟ من هذا نستنتج بالفعل كانت هناك عقيدة راسخة من القرن الأول من العصر الرسولى تقول بوراثة المعصية الأولى؟ (2) تصريح الوحي المقدس بأنه ليس أحد بلا خطية يقول بولس الرسول لأهل رومية: "فَمَاذَا إِذًا؟ أَنَحْنُ أَفْضَلُ؟ كَلاَ الْبَتَّةَ! لأَنَّنَا قَدْ شَكَوْنَا أَنَّ الْيَهُودَ وَالْيُونَانِيِّينَ أَجْمَعِينَ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ" (رو 9:3-12). ويقول أيضًا لأهل غلاطية: "لكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ" (غل 22:3). ويقول لأهل أفسس: "الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا" (أف 3:2)، أى أننا قبل المسيحية (بحسب الطبيعة البشرية الساقطة) كنا أبناء المعصية (المعصية الأولى) كباقى الأمم، ولذا أصبحنا أبناء الغضب بخطيتنا التى ورثناها عن أبينا آدم وأمنا حواء. (3) أما الآية التى تشرح هذا الأمر صراحةً وتقول بوراثتنا للخطية الأصلية وكيف دخلت إلى العالم، توضحها الآية: "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ ... لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ اللهِ، وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ! ... لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ! فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هكَذَا بِبِرّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا" (رو 12:5-19)، وسوف نتناولها من خلال تفسير الآباء لها فيما بعد. ثانيًا: أقوال الآباء (1) معمودية الأطفال في فكر الآباء [أ] القديس إيريناؤس [140-220م] يقول: {إن يسوع المسيح أتى لكى يخلص جميع البشر أعنى الذين ولدوا ثانية سواء كانوا أطفالاً (لم يخطئوا) أو شبابًا أو شيوخ (الروح القدس بين الميلاد والتجديد المستمر للقمص تادرس يعقوب ملطي ص94) والسؤال هنا الخلاص يكون من ماذا؟ أليس الخطية، أم جاء المسيح ليخلصنا من ماذا؟ وهل الأطفال لهم خطية؟ وهل لما قال الرسول إذ أخطأ الجميع كان الأطفال أيضًا من الجميع أم أن الجميع لم يجمعهم لأنهم بلا خطية؟ [ب] العلامة أوريجانوس [185-254م] يقول: {أن الكنيسة تسلمت من الرسل تقليد عماد الأطفال أيضًا فالأطفال يعمدون لمغفرة الخطايا ليغتسلوا من الوسخ الجَدِّى بسر المعمودية[تفسير رو 9:5 مقال14 مقال8]} (القديس كيرلس الأورشليمي للقمص تادرس يعقوب ص16). [ج] القديس أغسطينوس [354-430م] يفسر قول القديس بولس الرسول:"لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ” (رو 5: 16) وذلك فى دفاعه عن أهمية المعمودية للأطفال فيقول: {من هذا نستخلص أننا من آدم، الذى فيه أخطأنا جميعًا، ليس كل خطايانا الفعلية، إنما الخطية الأصلية فقط؛ أما من المسيح الذى فيه تبررنا جميعًا فقد نلنا الغفران ليس فقط الخاص بالخطية الأصلية، لكن الخاص ببقية خطايانا التى أضفناها أيضًا} ( ويقول أيضًا: {حتى الأطفال الذين لا يخطئون في حياتهم الشخصية إنما حسب الجنس البشري العالم يكسرون عهد الله، إذ أخطأ الكل في واحد (تفسير رسالة رومية للقمص تادرس يعقوب ملطي ص107) (2) الخطية الأصلية في فكر الآباء القديس غريغوريوس العجائبي [233-270م] ويقول القديس غريغوريوس العجائبي: {لقد دخلت الخطية إلي العالم بالجسد، وملك الموت بالخطية علي جميع الناس، لكن دينت الخطية بذات الجسد في شبهه (شبه جسد الخطية)، فقد غُلبت الخطية، وطرد الموت من سلطانه، ونُزع الفساد بدفن الجسد وظهور بكر القيامة، وبدأ أساس البرّ في العالم بالإيمان، والكرازة بملكوت السموات بين البشر، وقيام الصداقة بين الله والناس (تفسير رسالة رومية للقمص تادرس يعقوب ملطي ص107). (لقد دخلت الخطية إلي العالم بالجسد) أى من خلال التزاوج الجسدى دخلت الخطية إلى العالم أى إلى جميع الناس، ولذلك يقول المرنم:"هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" (مز 5:51)، أى أن أمى حبلت بى أو ولدتنى بالخطية الأصلية التى بها صُوِرْت فى أحشائها. القديس أثناسيوس الرسولي [325-373م] يقول القديس أثناسيوس الرسولي: {المسيح قدم ذبيحة نفسه أيضاً نيابة عن الجميع إذ سلَّم هيكله للموت عوضاً عن الجميع لكى يحرر البشر من معصيتهم الأصلية} (تجسد الكلمة فصل 20 فقرة 2) ويقول أيضًا: {وما هو هذا السبب إلا أن يكون الذى كان فى صورة الله وهو إبن لأب نبيل، وأذل نفسه وصار بدلاً منا ولأجلنا؟ فلو لم يكن الرب قد صار إنسانًا، لما كان فى وسعنا أن نُفتَدَى (نتحرر) من الخطيئة وأن نقوم من بين الأموات} (المقالة الأولى ضد الأريوسيين: فقرة 43). ويقول: {لأن آدم حينما تعدى بلغت خطيته إلى كل إنسان، وحينما صار الكلمة إنساناً هزم الحية، وبلغت قوته العظمى إلى كل البشر} (المقالة الأولى ضد الأريوسيين: فقرة 51)، فيقول بلغت خطيته إلى كل إنسان، وليس بلغ موت خطيته أو فساد خطيته إلى كل إنسان. القديس إمبروسيوس [340-397م] ويقول القديس إمبروسيوس: {في آدم سقطت أنا، وفيه طُردت من الفردوس، وفيه مت، فكيف يردني الرب إلا بأن يجدني في آدم مذنبًا، إذ كنت هكذا، أما الآن ففي المسيح أتبرر أنا(تفسير رسالة رومية للقمص تادرس يعقوب ملطي ص106). (فى آدم سقطت أنا) أى فى آدم سقطت فى الخطية. ولو كانت هذه العبارة تعنى السقوط فى الموت، ما كان قال بعدها وفيه مت. ويقول أيضًا: {ليس حبل بلا خطية، حيث لا يوجد والدان لم يسقطا(تفسير المزمور 51 للقمص تادرس يعقوب ملطي). القديس يوحنا ذهبي الفم [370-407م] القديس ذهبى الفم يؤكد أن النعمة التى صارت بيسوع المسيح قادرة أن تمحو الخطية الأصلية والخطايا الفعلية، منها فيقول: {بينما نجد أن النعمة قادرة على أن تمحو ليس فقط خطية واحدة بل وتلك الخطايا التى ظهرت بعد الخطية الأولى ... ولكى لا تعتقد أن عندما تسمع اسم آدم أن ما مُحِىَّ هو فقط الخطية الأولى التى اقترفها آدم} (تفسير رسالة رومية عظة 11). ويقول أيضًا: {وأن الخطية الأولى ليس هى فقط التى مُحِيَتْ بل وكل الخطايا الأخرى ... ثم دلل على أنه ليست الخطية الأولى فقط هى التى مُحِيَتْ بواسطة النعمة بل جميع الخطايا الأخرى} (تفسير رسالة رومية عظة 11). إذن فالرب يسوع له المجد والسجود بنعمته قد حررنا من الخطية الأصلية والخطايا الفعلية. القديس أغسطينوس [354-430م] ويقول القديس أغسطينوس: {هل وُلد داود من زنا، وقد ولد من الرجل البار يسى (1 صم 16: 18) ومن زوجته؟! ماذا يعني: "بالإثم حبل بي" إلاَّ أن الإثم قد انحدر من آدم...!} (تفسير المزمور 51 للقمص تادرس يعقوب ملطي). القديس كيرلس عمود الدين [375-444م] عن طريق الأكل نحن كنا مهزومين في آدم، فيقول القديس كيرلس عمود الدين: {طبيعة الإنسان في المسيح [الطبيعة الناسوتية في المسيح] حرة من أخطاء شراهة آدم، عن طريق الأكل نحن كنا مهزومين في آدم، وبواسطة التقشف [الصوم] أنتصرنا في المسيح.} (العظة 12- أ، فى شرح إنجيل القديس لوقا). فبالأكل من الشجرة صرنا مهزومين في آدم وهذا يؤكد أننا كلنا أخطأنا في آدم. ويقول أيضًا: {حوّلوا أذهانكم إلى آدم القديم وفى الأول وأصل الجنس إحسبوا البشرية كلها كأنها فيه} (العبادة بالروح والحق: الكتاب الثاني PG 68, 244). (3) أقوال آباء معاصرين من القرن العشرين [أ] مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث وفى هذا يقول مثلث الرحمات البابا شنودة على الآية "لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ" (1كو 22:15): {نحن جميعاً كنا فى صُلب آدم حين أخطأ، لذلك فإن حكم الموت قد صدر ضد كل خلية فى آدم بما فى ذلك الخلايا التى جئنا نحن منها فصرنا تحت حكم الموت نفسه}. وبالنسبة لعبارة (كنا فى صُلب آدم حين أخطأ) فهذا تعلمناه من بولس رسول العطر حين قال أن سبط لاوى كله كان فى صُلب إبراهيم أب الآباء حين قدَّم العشور لملكى صادق: "إِنَّ لاَوِي أَيْضاً الآخِذَ الأَعْشَارَ قَدْ عُشِّرَ بِإِبْرَاهِيمَ! لأَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادِقَ" (عب١٠،٩:٧)، أي أن سبط لاوى كله فعل الفعل (تقديم العشور) حين كان فى صلب أبيه حين فعل الفعل (تقديم العشور)، وهكذا أيضًا كلنا أخطأنا نفس خطية آدم حين كنا فى صلب آدم حينما أخطأها. [ب] البابا تواضروس الثاني يؤكد البابا تواضروس الثانى وراثتنا لخطية آدم فيقول: {... والكنيسة علمتنا وبنعيش فيها أن الخطية اللى ورثها الإنسان من آدم لا تمحى إلا من خلال المعمودية نيجى نتعمد تغفر الخطية الجدية ونتولد ولادة جديدة وناخد الثوب الأبيض الجميل اللى بنلبسه فى المعمودية تعبير عن الحياة النقية الجديدة ...} كان ذلك فى (عظة باركى يا نفسى الرب - 14/1/2016 بكنيسة الملاك بنقادة بالأقصر). [ج] المتنيح نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوي فى الآية "فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ" (رو 17:8)، يقول نيافة الأنبا بيشوى مطران كرسى دمياط ورئيس دير القديسة دميانة برارى بلقاس: {فإن تجاسر أحد ونقض فكرة وراثة الخطية الأصلية؛ فإنه دون أن يدرى ينفى إمكانية وراثة بر المسيح لأن آدم هو أصل الجنس البشرى القديم وصار السيد المسيح هو أصل المفديين الذى "مِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ" (يو1: 16) … أما ما يؤكّد وراثة خطيئة الطبيعة التى لآدم فهو قول معلمنا بولس الرسول: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ" (رو5: 12)}. [لاحظ] الموت إجتاز إلى الجميع حين أخطأ الجميع خطية آدم، الذى به دخلت الخطية إلى كل العالم كله وورثناها. ولما يقول الكتاب: أخطأ الجميع أى جميع الناس، بما فيهم الأطفال حديثى الولادة الذين لم يخطئوا بفعلهم. هل يمكن استثنائهم من الجميع؟ بالطبع لا، وحاشا للوحى أن يخطئ. [د] القمص يوحنا سلامة المحرقي [1878-1960م] ويقول القمص يوحنا سلامة فى كتابه (اللآلئ النفيسة ص٢٦ فى أسباب معمودية الأطفال) {رابعًا: لأن الأطفال مولودون بالآثام (مز ٥:٥١) وملوثون بمعصية آدم ولذا يحتاجون إلى التطهير من الخطية وهو لا يكون إلا بالمعموية كما قال القديس بطرس (أع ٣٨:٢)}. [هـ] القمص تادرس يعقوب ملطي (أدام الله حياته) فيقول القمص تادرس يعقوب ملطي فى تفسير هذه الآية: {لقد أخبرنا عن تقوى أمه فى مزمور 86: "الْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي. أَعْطِ عَبْدَكَ قُوَّتَكَ، وَخَلِّصِ ابْنَ أَمَتِكَ" (مز 16:86) وفى مزمور 116: "آهِ يَا رَبُّ، لأَنِّي عَبْدُكَ! أَنَا عَبْدُكَ ابْنُ أَمَتِكَ" (مز 16:116)، إنما يتحدث هنا عن الخطية الأصلية، معترفًا إنه قد وُلد في العالم ببذور الإثم.} ثالثًا: من قرارات المجامع التى تقرها كنيستنا ورد فى قرارات مجمع قرطاجنة عام 418م فى القانون 2 [إن قال أى إنسان أن الأطفال حديثى الولادة لا يحتاجون إلى معمودية، أو أنهم يجب أن يعتمدوا لغفران الخطايا، لكن ليست فيهم "أية خطية أصلية موروثة" من آدم لابد أن تغسل بحميم الميلاد الجديد، وفى حالتهم هذه لا تؤخذ صيغة المعمودية أنها "لغفران الخطايا" بطريقة حرفية، إنما بطريقة رمزية، فليكن محروماً؛ لأنه وفقاً لـ(رو 12:5) اجتازت خطية آدم إلى الجميع.] فقد قرر مجمع قرطاجنة وحتم على عماد الأطفال بقوله: [من ينكر أن المعتمدين من الأولاد الصغار المولودين حديثًا من بطون أمهاتهم يعمدون لمغفرة الخطايا أو يعترف بذلك ولكنه يزعم أنهم لم يشتركوا بشئ من الخطية الجدية المحتاجة إلى التطهير بحميم الميلاد الثانى … ليكن مفروزًا ق١٢٤ لأن عبارة الرسول القائلة " … بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا إجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع رو ١٢:٥ لايجب أن تُفهم بمعنى آخر إلا كما فهمتها الكنيسة الأرثوذكسية - أعنى أن الأطفال أيضًا لا يستطيعون أن يرتكبوا بذواتهم خطية من الخطايا يعمدون على قانون الإيمان القائل نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا ق١٢١] فمن الواضح فى هذا النص أننا لم نرث فقط حكم الموت بل ورثنا الخطية أى طبيعة الخطية أو خطية الطبيعة لذلك يقول "دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ" (رو 12:5) ولم يقل "دخل الموت إلى العالم". فلا ينبغى أن نقول أننا ورثنا فقط نتائج الخطية. ونسأل: حين يقول الرسول: "كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ" ما الخطية التى دخلت إلى العالم؟!! أليست خطية آدم وما العالم الذى دخلته هذه الخطية؟!! هل هناك عالم غير عالمنا؟!! وكيف دخلت إلى العالم خطية آدم؟!! أليس بالتناسل ووراثتنا لها؟!! ومن خلال خطيتنا التى ورثناها عن آدم صار الموت لجميعنا؟! رابعًا: ومن الصلوات الطقسية أيضًا [أ] الخولاجي المقدس يقول الكاهن في أوشية الراقدين: [... فإنه ليس أحدٌ طاهرًا من دنس ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض ...] صحيح أنه يقول الكاهن فى صلاة الصلح الباسيلي: [يا الله العظيم الأبدى الذى جبل الإنسان على غير فساد] وأيضًا: [والموت الذى دخل إلى العالم بحسد إبليس هدمته] إلا أننا لم نرث الموت وفساد الطبيعة فقط، بل ورثنا أيضًا الخطية الأصلية المسببة لها. إلا أنه في آجيوس في القداس الباسيلييقول القديس باسيليوس بصيغة المتكلمين عن سقوط آدم وكأننا الذين سقطنا كلنا، يصلي الكاهن: [... وعندما خالفنا وصيتك بغواية الحية (من الذى خالف الوصية بغواية الحية؟ نحن) سقطنا من الحياة الأبدية (من الذى سقط بخطيته من الحياة الأبدية؟ نحن) ونفينا من فردوس النعيم (من الذى نفى من فردوس النعيم؟ نحن) ...] فهل آدم الذى خالف الوصية وسقط ونفى من الفردوس أم نحن؟ فإن كان آدم، فلماذا فى القداس ننسب ما فعله كأننا عملناه؟ والقديس ساويرس الأنطاكي في صلاة الصلح الغريغورييقول الكاهن: [... كونت الإنسان وجعلته فى فردوس النعيم، وعندما سقط بغواية العدو ومخالفة وصيتك المقدسة، وأردت أن تجدده وترده إلى رتبته الأولى ...] من الإنسان الذى أراد الله أن يجدده ويرده لرتبته الأولى؟ آدم الذى مات من آلاف السنين أم نحن؟ إن قلنا آدم هو الذى خَلَّصَه السيد المسيح من خطيته بصلبه وجدده ورده لرتبته الأولى، إذن فهو لم يُخَلّصنا نحن ولا جدد طبيعتنا ولا ردنا نحن لرتبتنا الأولى، لأن آدم هو الذى أخطأ خطيته وليس نحن. وإن قلنا نحن الذين خَلَّصَنا السيد بموته وجددنا وردنا لرتبتنا الأولى فى الفردوس، فنكون كنا فى صلبه حين خُلق وجُعِل فى الفردوس، وكنا فيه حين سقط وأخطأ فأخطأنا معه وخالفنا الوصية معه أيضًا. لأن القديس غريغوريوس يقول كونت الإنسان عمومًا وليس آدم فقط. ثم يكمل الكاهن في صلاة الصلح الغريغوري: [.. والحاجز المتوسط نقضته والعداوة القديمة هدمتها ..]. وسؤالنا: ما هي هذه العداوة القديمة؟!! وإن كانت هذه العداوة القديمة لآدم فقط والرب يسوع هدمها له، فما علاقة هذا بخلاصنا نحن لكي يصليها الكاهن نيابة عن الشعب؟!! لقد كانت هناك عداوة قديمة بين الله وكل بني آدم، من يوم أن عصى أبواهم الأولين آدم وحواء المعصية الأولى وأكلا من الشجرة. ولماذا يعاديني الله، إن لم أكن قد عملت المعصية الأصلية فعلاً حين كنت في صلب آدم أبي؟ وأيضًا في آجيوس في القداس الغريغورى يقول الكاهن بصيغة المتكلم أنا كأنه هو آدم: [وفتحت لى الفردوس لأتنعم، وأعطيتنى علم معرفتك، أظهرت لى شجرة الحياة، وعرفتنى شوكة الموت،(مع أن آدم هو الذى حدث معه هذا وليس الكاهن أو المصلى)غرس واحد نهيتنى أن آكل منه، فأكلت بإرادتى وتركت عنى ناموسك برأيى،(فهل أنا الذى أكل بإرادته أم آدم؟ وهل أنا الذى تركت ناموس الله برأيى وللا آدم؟)وتكاسلت عن وصاياك، أنا اختطفت لى قضيت الموت.] يعلمنا القديس غريغوريوس أننا الذين كنا نتنعم فى الفردوس، وأن الله أظهر لنا شجرة الحياة وعرفنا شوكة الموت وأن هناك غرس واحد نهانا نحن عن الأكل منه وليس آدم، وأننا نحن الذين تكاسلنا ونحن الذين إختطفنا وسببنا لأنفسنا قضية الموت وليس آدم. وأيضًا من صلاة الصلح في القداس الكيرلسي يقول الكاهن: [... لأنك أنت العارف كخالق جبلتنا أنه ليس مولود إمرأة يتزكى أمامك ...] (إقتباس من صلاح الصلح الكيرلسي) [ب] صلوات المعمودية المقدسة أما المعمودية فتحوي عبارات كثيرة تقول أنها لمغفرة الخطايا، إلا أنه هناك عبارات تتكلم على الخطيئة وليس الخطايا بصفة عامة، سنذكرها في حينها: + {.. وعند حلول روحك القدوس عليه، هبه بركة الأردن آمين. أعطه قوة ليصير ماءًا محييًا آمين. ماءًا طاهرًا آمين. ماء يطهر الخطايا آمين. ..} (آجيوس قداس المعمودية). + {.. ويقفوا أمامك على منبر المسيح وينالوا الإكليل السمائي وغفران خطاياهم ..} (آجيوس قداس المعمودية). + {.. فليستحقوا حميم الميلاد الجديد لغفران خطاياهم ..} (أوشية الموعوظين). +{.. أنعم عليهم بغفران خطاياهم. وإمنحهم أن يدركوا الشفاء من الخطيئة المهلكة ..} (صلاة قبل المسح بدهن الموعظة). ما هيَّ الخطيئة المهلكة التي ذُكِرَت بمعزل عن الخطايا الأخرى هنا؟!!! + {.. تفضل يارب أن تنعم عليهم بالنمو في الإيمان وغفران الخطايا ..} (صلاة بعد المسح بدهن الموعظة). + {.. لكي تجعلهم أهلاً أن يفوزا بالنعمة التي تقدموا إليها، ويطهروا من الخطيئة التي في العالم ويعتقوا من عبودية الفساد ..} (صلاة بعد السؤال عن إسم المُعَمَّدين). هنا ما هيَّ الخطية التي في العالم ويعقبها مباشرة العتق من عبودية الفساد؟!!! + {.. وهب لهم خلاصًا أبديًا، أولدهم مرة أخرى بحميم الميلاد الجديد ومغفرة خطاياهم ..} (صلاة قبل جحد الشيطان). ما هو الخلاص الأبدي هنا الذي نطلبه للمُعَمَّدْ، سوى الخلاص الذي تم في الصليب بموت رب المجد عنا، وبه غفرت خطية آدم الأصلية؟!!! + {.. وليستحقوا حميم الميلاد الجديد، واللباس غير الفاسد، وغفران الخطايا} (صلاة قبل المسح بدهن الفرح "الغليلاون"). + {.. أيها الأزلي السيد الرب الإله الذي جبل الإنسان كصورته ومثاله، الذي أعطاه سلطان الحياة الدائمة، ثم لما سقط في الخطيئة لم تتركه، بل دبرت خلاص العالم بتأنس ابنك الوحيد ربنا يسوع المسيح، أنت يارب أنقذ أيضًا جبلتك هؤلاء من عبودية العدو. إقبلهم في ملكوتك ..} (الصلاة التي قبل التعميد مباشرة). والسؤال هنا: لماذا قبل التغطيس مباشرة يتلو الكاهن قصة الخلق للإنسان عمومًا وليس آدم، وسقوطه في الخطيئة الجدية الأصلية، وتدبير الخلاص بتجسد ابن الله الوحيد؟!!! أليس لأن الطفل الذي يعتمد سقط في الخطية الأصلية التي لآدم، وسيخلص منها بالمعمودية مدفونًا مع السيد المسيح ومُقامًا معه؟!!! فطبعًا مغفرة الخطايا مقصود بها خطية آدم الأصلية وباقي الخطايا الفعلية التي عملها الإنسان قبل المعمودية. ولكن هل الأطفال لهم خطايا فعلوها يعتمدون لأجلها؟!!! إن كان لا، فبالتأكيد المقصود بكل هذه العبارات في صلوات المعمودية خطاياهم التي أخطأوها في آدم. [ج] صلوات السواعى (الأچبية) التي تُصَلى كل يوم القطعة الأولى من صلاة الساعة السادسة تقول: {يا من فى اليوم السادس وفى وقت الساعة السادسة سُمِرْتَ على الصليب من أجل الخطية التى تجرأ عليها أبونا آدم فى الفردوس، فالسيد المسيح صلب لأجل خطية آدم التى ورثناها مزق صك خطايانا أيها المسيح إلهنا ونجنا} هذا الصك هو صك الخطية الجدية والخطايا الفعلية والذى ذكره بولس الرسول فى (كو 14:2) هذا الصك هو صك خطايانا الذى مزقه السيد على الصليب.
    ردآ على كل ينادون بعدم وراثتنا لخطية آدم الأصليه
    ++++++
    لقد ورثنا الخطية الجدية أو الأصليه التى لأبونا آدم

    أولاً: من الكتاب المقدس

    في العهد القديم

    تصريح الوحي المقدس بأنه ليس أحد بلا خطية ووراثة الخطية الأصلية هى من العهد القديم، وقد ذكر الوحى المقدس هذا من أيام أيوب الصديق الذى كان في عصر يعقوب أبو الآباء، وذلك في الآية: "مَنْ يُخْرِجُ الطَّاهِرَ مِنَ النَّجِسِ؟ حَتَّىَ وَإِنْ كَانَتْ حَيَاتَهُ يَوْمًا وَاحِدًا" (أي 4:14)
    وأيضًا يقول الوحى بفم داود النبى: "هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" (مز 5:51).
    ويقول أيضًا: "لَنْ يَتَبَرَّرَ قُدَّامَكَ حَيٌّ" (مز 2:143)، ويعنى أن كل الأحياء لن يتبررون أمام الله بما في ذلك الأطفال الذين لم يخطئوا خطايا فعلية فى حياتهم، وهناك آيات كثيرة تقول أن الكل أخطأ بما في ذلك الأطفال الذين بلا خطية فعلية
    فيقول سليمان: "لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ" (1مل 46:8).
    ويقول أيضًا فى سفر الجامعة: "لأَنَّهُ لاَ إِنْسَانٌ صِدِّيقٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ صَلاَحًا وَلاَ يُخْطِئُ" (جا 20:7).
    ويقول إشعياء: "لَيْسَ مَنْ يَدْعُو بِالْعَدْلِ، وَلَيْسَ مَنْ يُحَاكِمُ بِالْحَقِّ. يَتَّكِلُونَ عَلَى الْبَاطِلِ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ. قَدْ حَبِلُوا بِتَعَبٍ، وَوَلَدُوا إِثْمًا" (إش 4:59).
    ويقول إرميا النبي: "وَيْلٌ لِي يَا أُمِّي لأَنَّكِ وَلَدْتِنِي إِنْسَانَ خِصَامٍ وَإِنْسَانَ نِزَاعٍ لِكُلِّ الأَرْضِ" (إر 10:15).
    ويقول الله لشعب بني اسرائيل بفم إشعياء النبي: "اِسْمَعُوا هذَا يَا بَيْتَ يَعْقُوبَ، الْمَدْعُوِّينَ بِاسْمِ إِسْرَائِيلَ .. لَمْ تَسْمَعْ وَلَمْ تَعْرِفْ، وَمُنْذُ زَمَانٍ لَمْ تَنْفَتِحْ أُذُنُكَ، فَإِنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ تَغْدُرُ غَدْرًا، وَمِنَ الْبَطْنِ سُمِّيتَ عَاصِيًا" (إش ١:٤٨-٨).
    ولماذا سماهم الله من البطن عاصيين؟!!!
    لأنهم عصوا الله في آدم قديمًا.

    في العهد الجديد
    (1) معمودية الأطفال

    لما قال بطرس فى سفر الأعمال يوم الخمسين: "تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (أع 38:2)، وبعد عظته الشهيرة آمن 3000 نفس.
    5
    0 Commentaires 0 parts
No data to show
No data to show
No data to show
No data to show